صعدت إيران مستوى المواجهة مع المملكة العربية السعودية، على مستوى المواجهة الخطابية، انتقلت المواجهة إلى الصف الأول أي من المرشد الأعلى وخطيب الجمعة أحمد خاتمي ووزير الخارجية ظريف، وتلك مستويات قيادية عليا وصلت بعدائها إلى حد الإعلان عن نيتها إسقاط الرياض!!
كما صعدت إيران بمستوى حروب الوكالة التي تقودها وتمولها في عدد من العواصم العربية حتى أحاطت بالسعودية، من لبنان وسوريا والعراق واليمن الذي أطلق حوثيوه الأسلحة الإيرانية والقذائف على الأراضي السعودية مباشرة، أي أننا نشهد مستوى مواجهة غير مسبوق يحتاج إلى تعاطٍ دفاعي واحترازي أيضاً غير مسبوق من دول الخليج مع أية بوادر لجماعات أو أفراد تحاول أن تنهض برؤوسها لتناغم الخطاب الإيراني بأي شكل من الأشكال.
ولهذا شهدنا في الكويت تحذيراً استباقياً شديد اللهجة يستبق مناسبة «شهر محرم» يمنع فيها الخروج للشارع أو التفوه بكلمة معادية لأي دولة خليجية تناغماً مع الخطاب الإيراني.
الأمر إذاً لم يعد يسمح بأي تهاون أو تسامح أو تغاضٍ عن الحزم تجاه توحيد الصف، ولهذا يحتاج الأمر منا في البحرين تحذيراً استباقياً مماثلاً لمن تسول له نفسه، حتى تمر هذه المناسبة الدينية على خير وسلام ويمارس فيها إخوتنا الشيعة طقوسهم كما يتمنون وهذا حقهم ولا نطالب بتقييد هذا الحق، إنما علينا وعليهم واجبات تجاه أمن مملكة البحرين تحتاج إلى تنبيه وتنسيق وتحذير، حتى نعمل سوياً على الحفاظ على حقهم دون أن يمس الأمن في البحرين ودون أن تمس وحدتنا الخليجية وبالأخص دون أن تمس المملكة العربية السعودية بحرف واحد أو بكلمة تناغماً مع الخطاب الإيراني ماذا وإلا.
فإيران لن تدخل حرباً مباشرة مع السعودية ولا تملك كلفة هذه الحرب ولا تفكر فيها، إيران تعتمد فقط على وكلائها في الدول الخليجية اعتماداً كلياً تدربهم تمولهم تحرضهم وتجيشهم وتدسهم وسط الشيعة الاثني عشرية، ومهمة كبح جماح هؤلاء الوكلاء مهمة أصبحت في غاية الأهمية من قبل الشيعة أنفسهم كما هي من قبل الدولة، لتعرف إيران أن أحلامها سراب، فليست الأنظمة الخليجية فقط من ستتصدى لهؤلاء العملاء، بل الشعوب الخليجية مجتمعة شيعتهم وسنتهم ستكون لهم بالمرصاد.
التحذير يجب أن يكون من قبل وزير الداخلية ومديريه ووزير الإعلام كذلك ومن كل مسؤول ذي علاقة، حتى على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن تنشط دائرة الجرائم الإلكترونية للتحذير والتنبيه المسبق، للتصدي لأي تلميح يوجه كلمة سوء للخليج أو للمملكة العربية السعودية، لا أن نترك حراً دون تحقيق ودون ردع من سولت له نفسه من أنصاف الرجال فلمز وغمز بالمملكة العربية السعودية ونظامها وتنظيمها للحج ولمز بتغريدات قميئة فاضت به نفسه تجاهها وتجاه حتى المفتي وعاب عليه حتى خلقياً، دون أن تحرك الدولة ساكناً تجاه قلة الأدب هذه التي تجاوز فيها أنصاف الرجال حدودهم!
زعماء إيران يحركون أذنابهم ووكلاءهم في الخليج بقدر تهاون أنظمتنا، عبر فتح منافذ وجس نبض وبالونات اختبار يقوم بها هؤلاء الخدم، يختبرون بها جدية الدولة الخليجية في مواجهتهم، فإن رأوا تهاوناً فتحوا ثغرة أكبر، وهكذا يتدرجون في مد أرجلهم حتى يدوسوا بها علينا، يقظتنا الرسمية والشعبية واجبة للتصدي لهؤلاء، بل إن يقظتنا يجب أن تكون حتى في محاسبة أنظمتنا إن هي تهاونت أو تخاذلت أو تكاسلت في ردع من تسول له نفسه المساس بأمننا أو المساس بالمملكة العربية السعودية فكرامتها من كرامتنا.