الكثير من الإنجازات تحققت في السنوات الخمس الأخيرة، والكثير من الذي سعى المواطنون إلى تحقيقه تحقق في الفترة نفسها، غطى ذلك مختلف المجالات المعيشية والسياسية والحقوقية، ومع هذا لا يزال ذلك البعض يقلل من شأن كل شيء ويضخم كل قصة مهما صغرت وقلت قيمتها ويظهرها وكأنها نهاية العالم.
لسبب أو لآخر لا يسمح لشخص من السفر فيتم توظيف كل القدرات لنشر الخبر واعتباره اعتداء على حق المواطن وظلماً وتعسفاً والقول إنه منع لأنه من «المعارضة» أو لأنه ينتمي إلى هذا المذهب أو ذاك أو لأنه حقوقي أو صحافي وأن الحكومة تخشى لو أنها سمحت له بالسفر إلى خارج البحرين أن يفضحها.
ولسبب أو لآخر يتم استدعاء شخص من قبل النيابة العامة للتحقيق معه في أمر ما فيتم تشغيل الماكينة الإعلامية المحلية وتلك التي في الخارج وتقديم الشخص على أنه مثال للمظلومية والتعسف والتضييق على المواطنين وأنه لولا أنه ينتمي إلى هذا المذهب أو إلى هذا الفكر أو ذاك لما حصل معه ما حصل.
ويتم تشغيل الماكينة بسرعة أكبر لو أن النيابة العامة قررت حبسه على ذمة القضية حسب القانون أو حولته إلى المحكمة لتنظر في أمره.
أما إذا صدر في حقه حكم من المحكمة فيتم تشغيل الماكينة الإعلامية بأقصى طاقتها، ويستعان بـ «الصديق». من هنا فإن الأسئلة التي لا بد أن تطرح بقوة هي لماذا يفعل ذلك البعض كل هذا؟ ما الذي يريده؟ لماذا يحرص على أن يظهر نفسه دائماً على أنه مظلوم وأن على العالم أن يتدخل كي يتم إنصافه؟ لماذا يهتم بإظهار الأمور العادية على أنها غير عادية وعلى أن النظام يريد أن يلغيه؟ لماذا سعى ذلك البعض إلى حرف المشكلة واعتبارها محاولة من النظام للإساءة إلى المواطنين الشيعة ومحاربة الطائفة وصولاً إلى إلغائها؟ لماذا سعت تلك الماكينة إلى إظهار الحكومة في المحافل الدولية على أنها «وحش كاسر يهدد المواطنين ولا يريد لهم غير الأذى»؟ لماذا تم توظيف كل القدرات والخبرات لدفع حتى الذين لا يعرفون أين تقع البحرين ليتخذوا منها موقفاً؟ لماذا اعتبروا ما قاله الأمير زيد بن رعد «انتصاراً ما بعده انتصار»؟ وأسئلة أخرى كثيرة مهم البحث عن إجابات لها، فهذا الذي يقوم به ذلك البعض يعني أنه لن يتوقف حتى لو تم تحقيق كل المطالب التي قال في البدء إنه يريد لها أن تتحقق في البحرين وإنها مطالب المواطنين جميعاً.
زبدة القول إن هناك أمراً يرمي إليه ذلك البعض، ظاهره مطالب المواطنين لكن باطنه يختلف، وإلا لما اختار هذه الطريقة للتعامل مع الدولة وقادتها ولما اهتم بالإساءة إلى «وطنه» واعتبر ذلك حقاً تكفله القوانين الدولية.
هناك أمر تم التخطيط له جيداً ويتم تنفيذه بعناية وصبر شديدين.
ولأن ذلك البعض يفتقر إلى الخبرات التي تتطلبها مثل هذه الأمور لذا فإن الأكيد هو أنه يستند في عمله إلى من يمتلكها ويمتلك القدرة على تخريب البلدان ليتمكن من السيطرة عليها وجعلها تابعة له.
كل ما قدمته وتقدمه وستقدمه الدولة بغية إخراج هذا الوطن من هذه الأزمة سيتصدى له ذلك البعض وسيعتبره دون المطلوب، فهو لن يقبل بأقل من إسقاط النظام، وهذا هو ما تقوله وتفعله تلك الماكينة الإعلامية التي «تعمل من الحبة قبة»، وتعتبر أموراً صغيرة يمكن أن تحدث يومياً في كثير من بلدان العالم مآسي وكوارث وقرارات تعسفية واعتداءات على حقوق المواطنين وسعياً إلى الإساءة إلى أتباع مذهب معين وفئة بعينها.
مؤسف ومؤلم القول إن هذا ليس من شطح الخيال.