لله الحمد والمنة أن الخبر الذي تم تداوله أخيراً وملخصه «ضبط 54 إرهابياً بينهم 13 بحرينياً خلال موسم الحج» لم يكن دقيقاً ولا صحيحاً، حيث أكدت وزارة الداخلية أن ما نشرته إحدى الصحف السعودية عن الـ13 بحرينياً الذين تم إلقاء القبض عليهم «لم يكن لأسباب إرهابية وإنما لمخالفتهم الإجراءات وعدم حصولهم على ترخيص للحج وهو ما تم اكتشافه عند إحدى نقاط التفتيش بمكة المكرمة».
كل من قرأ الخبر الذي نشرته الصحيفة السعودية من البحرينيين قال إنه «غريب ومثير ومزعج»، فعندما يصل من ينتمي إلى البحرين المسالمة دائماً وأبداً إلى هذه المرحلة ويتورط في قضايا إرهابية ويحصل على صفة إرهابي فهذا يعني أن على البحرين حكومة وشعباً أن تنتفض وتعمل على إعادة صياغة أمور كثيرة بعدما يتم إشباع الموضوع بحثاً ودرساً.
الخطأ من البحرينيين وارد ويحاسب مرتكبوه عليه حسب طبيعته ونوعه وحجمه، وهناك قانون يحدد العقوبات، لكن الإرهاب والتورط فيه ممنوع منعاً باتاً على أهل هذه البلاد، فأهل البحرين -باستثناء بعض القصص التي حدثت في السنوات الخمس الأخيرة وكلها كانت في الداخل- لا يمكن أن يتورطوا في هكذا أفعال، وإن حدث فإن هذا يعتبر من الأمور المخالفة للسنن الكونية، فكيف لو أنهم تورطوا في أعمال من هذا القبيل في موسم الحج حيث يجتمع حجاج بيت الله الحرام ليؤدوا مناسكهم ويظفروا برحمة الله سبحانه وتعالى وينالوا مغفرته؟
مثل هذه الأخبار -كونها متعلقة بالبحرينيين- لم تتعودها آذان أهل البحرين ولهذا بدا الخبر المذكور غريباً ومثيراً ومزعجاً، وتسبب بالفعل في إرباك كثير وأذى نفسي وإن ساعد على تبين أن وزارة الداخلية تتعامل مع مثل هذه الأخبار بشفافية لذا لم تتأخر عن الإعلان عن أن لبساً قد حدث وأن المعلومات التي تضمنها الخبر لم تكن دقيقة ولا صحيحة وأن الأمر مختلف ومتعلق بمخالفات لشروط الحج.
لله الحمد والنعمة أن الخبر لم يكن صادقاً وأن وزارة الداخلية سارعت ببيان الحقيقة ووضعت النقاط على الحروف فأزالت بذلك كل لبس وزادت عليه أن ثلاثة من الثلاثة عشر قد تم إطلاق سراحهم وأنها تتابع الموضوع مع الأجهزة الأمنية في السعودية.
كم هي مؤلمة كلمة «إرهابي» خصوصاً لو أطلقت على من ينتمي إلى هذا الوطن، لذا كان الخبر مؤلماً ومزعجاً وثقيلاً على النفس وكان صعباً تصديقه حتى مع توفر كل ما يلزم من أدلة. لكن رب ضارة نافعة، فمثل هذا الخبر الخاطئ يمكن أن يكون منبهاً لكل بحريني كي يكون دائماً سفيراً لبلاده أينما حل، فلا ينشر غير الصفات الأصيلة لأهل البحرين ولا يترك إلا البصمات التي تؤكد أصالة هذا الشعب وحبه للخير ورفضه لكل سلوك يؤذي البشر ويربك الحياة.
مثل هذه الواقعة تدفع أيضاً إلى معاتبة الجمعيات السياسية التي للأسف تركت «الخيط والمخيط» لأولئك الذين يعانون من ضعف في فهمهم لمعنى العمل السياسي فورطوا أنفسهم في أعمال نفذوها في الداخل وصفت بالإرهابية، وقد تدفعهم إلى القيام بمثلها في الخارج فيسيئون إلى البحرين وأهلها خصوصاً بعدما قبلوا أن يصيروا أدوات بيد حكومة الملالي تمكنها من استخدامهم لتنفيذ كل خططها وتحقيق أهدافها.
ما نأمله كبحرينيين هو ألا يتورط أحد من المنتمين إلى هذا الوطن أبداً في تنفيذ أي عمل إرهابي، لا في الخارج ولا في الداخل، وأن يوفر كل بحريني وفي كل وقت وأي مكان يتواجد فيهما ما يؤكد تميز هذا الوطن وهذا الشعب وما يثبت أنه لا يمكن لبحريني أن يتورط في أعمال الإرهاب أياً كانت الأسباب وأياً كان مستوى وحجم التدخل في «العقول».