وها قد انفض سوق عكاظ «الحقوقي» السنوي أي موعد المراجعة الدورية، وعاد بائعو الوطن بخفي حنين دون أن يتمكنوا من بيع جرام واحد من بضاعتهم الفاسدة.
ولا أدري كم دورة وكم سنة وكم سوق سيقنعهم أن بضاعتهم بائرة وأن البحرين لن تشتريها ولن يرغمها أحد على شراء بضاعتهم الإيرانية الصنع؟
المراهنون المحليون على الباعة في هذه الأسواق الدولية عليهم أن يغلقوا باب الرهان عليهم ويقتنعوا أن السوق المحلية هي السوق الوحيدة التي ستفتح الباب للتداول وللبيع والشراء في الشان المحلي، أما الأسواق الدولية فهي سوق نزورها نجول في أروقتها فقط، انتهت اللعبة والبحرين تذهب للسوق التزاماً منها بالموعد والتزاماً منها بشراء ما تحتاجه وما يصلح لها، أما البيع بالابتزاز والبيع بالتهديد كما كان سابقاً، فقد انتهى زمنه وأغلق محله منذ سنتين، فلا زيد ولا رعد ولا برق نفع، ولا تقرير للخارجية الأمريكية، نفع ولا بيان لاتحاد أوروبي نفع، هل وصلت الرسالة؟
أتمنى من الذي خاب ظنهم أن يعيدوا النظر في السوق المحلي من جديد ويعرفوا أن التطور هنا والنماء هنا والاستزادة هنا، حتى لو أخذ وقتاً أطول، حتى لو كان ثمنه أغلى، حتى لو رفض حرق المراحل إلا أنه البضاعة المضمونة والأكثر سلامة وأمناً، وأول وتالي أنها بضاعة محلية الصنع.
ملف حقوق الإنسان سيبقى هنا ملفاً للحقوق الإنسانية لن يسيس بل سيخدم المنظومة الحقوقية في الدولة فقط لا غير، سيبنى هذا الملف على الأدلة والبراهين ونتائج التحقيقات، ولن يبنى على اللطميات والبكائيات واستغلال عقد الاضطهاد، ولن يبنى على التضخيم والمبالغات والعين التي لا ترى إلا ما تريد أن ترى.
لن ينفعكم من «يطبط» لكم على أخطائكم، لن ينفعكم هذا الذي يتغاضى عن مخالفاتكم للقانون ويبيعكم الوهم بأن على رأسكم ريشة، هذا الذي لا يرى فيكم سوءاً إنما هو بائع وشار لقضايكم يتاجر بها لنفسه ولا يريد لكم حلاً.
يشجعكم على الشكوى دون تحقيق ويشجعكم على المخالفة دون التزام بالقانون ويشجعكم على نشرها واستجداء التدخلات الدولية، إنما هو سمسار يبيع ويشتري بكم.
لن ينفعكم سوى الالتزام بالقانون تجاه الدولة فإن حدث وتجاوزت الدولة عن التزاماتها – وهذا وارد- لديكم المؤسسات الوطنية واتباع إجراءاتها وخطواتها هنا ستقبضون حقاً، هنا سوق محلية قابلة لتداول عملاتكم والبحرين حكومة وشعباً تشتري منها.
أما الذهاب لسوق بائرة والقبول بالتداول بالعملة الإيرانية وعرض بضائع بحرينية بلسانهم وبمتاجرهم، فلم يشتر أحد تلك البضاعة، لا البحرين ولا حتى من جاء مستعداً للشراء، حتى هؤلاء اكتشفوا أن ابتزازهم لم ينفع وتهديدهم لم ينجح وأن بضاعتكم فاسدة.
ألم تنتبهوا أنه قد صدر تعميم في البحرين بعدم التداول بتلك الأوراق بتاتاً، ألم تنتبهوا لتصريح وزير الخارجية الذي سبق الاجتماع؟ ألم تتعلموا من درس السنة الماضية؟ ألم يتأكد لكم أن ذلك السوق قد أقفل والدليل جلسة المراجعة في جنيف الأخيرة، حيث زاد صريخ ممثلكم الإيراني الذي عرض بيع البحرين بطلب «تدويل» قضيتها، ورغم أنه تعرى هناك تماماً وقبل أن يقف مسخاً عار من الشرف في أروقة سوق جنيف، تماماً كما فعل من قبله خادم إيران «دشتي» عند الحمامات ينعق بصوته ولا من مجيب، إلا أن الجميع أدار له ظهره وانتهى به الأمر يلملم ستره الذي كشفه بعد أن انفض الجامع والسوق.