مع اقتراب مواعيد عقد الجمعيات العمومية للاندية و الاتحادات الرياضية نقول لأعضاء هذه الجمعيات: «حكموا عقولكم وضمائركم ولا تلتفتوا إلى انتماءاتكم المناطقية أو المذهبية واتركوا عنكم تصفية الحسابات الشخصية»!!
كفانا ما تعاني منه أغلب أنديتنا واتحاداتنا الرياضية من ترهل إداري جعل مخرجات هذه المؤسسات الرياضية يتراجع بشكل كبير وملحوظ، وكل ذلك بسبب تغليب المصالح والأهواء الشخصية على المصلحة العليا والمجيء بشخوص لا يملكون مقومات ومؤهلات الإداري المثالي في الوقت الذي تتزايد فيه أعداد الرياضيين المؤهلين علمياً والمدججين بالخبرة الميدانية و العملية! تلفتوا حولكم يميناً وشمالاً ستجدون عشرات من حاملي المؤهلات الرياضية الأكاديمية العليا خارج المنظومة الرياضية الرسمية و الأهلية في حين يشغل كثير من مقاعد الادارات في هذه المؤسسات والمنظمات شخوصا لم يكن لهم في الرياضة لا ناقة ولا جمل ، فقط وصلوا إلى هذه المقاعد نتيجة التكتلات واللوبيات الانتخابية القائمة على المصالح الشخصية والانتماءات المناطقية و المذهبية او عن طريق العلاقات الشخصية!
لم يعد الارتقاء بهذه المؤسسات والمنظمات الرياضية وتطوير الألعاب الرياضية أمراً مهما لدى أولئك النفر بقدر اهتمامهم بإزاحة «فلان» مهما كانت حسناته وإنجازاته والمجيء بـ«علان» مهما كانت سيئاته و درجات جهله الرياضي!
قبل أيام نشر خبر في احدى الملاحق الرياضية مفاده أن عدداً من الأندية تنوي ترشيح النائب عادل العسومي رئيس اتحاد كرة السلة الذي ستنتهي ولايته قريباً لرئاسة اتحاد كرة اليد وفي اليوم التالي نفت مجموعة من الأندية المعنية هذا الخبر متمسكة بالرئيس الحالي للاتحاد البحريني لكرة اليد الأخ علي عيسى الذي حقق العديد من الإنجازات و المكاسب للعبة محلياً وقارياً وعالمياً..
هذا الخبر مثال حي على السيناريوهات التي تسبق الانتخابات الرياضية عندنا وهو يجسد حالة الخلط بين المصالح الشخصية والمصالح العامة وتغليب العواطف على العقول وهو ما أدى بنا الى الوصول إلى ما نحن عليه من ترهل إداري!
الخلافات أمر طبيعي جداً في أي عمل وخصوصاً إذا كان هذا العمل جماعياً، وهذا لا يعني أن تكون الحلول «انتقامية» طالما أن هناك فرصاً متاحة للمواجهة الشرعية في الجمعية العمومية يمكن من خلالها حل مثل هذه الخلافات ويستوجب على أعضاء الجمعية العمومية استثمار واستغلال هذا الحق المشروع بدلاً من التهرب من المواجهة و اللجوء الى الأساليب الملتوية التي لن تؤدي إلا إلى المزيد من التراجع!
نحن أمام مرحلة مهمة جداً نحتاج خلالها أن تعي الجمعيات العمومية الرياضية دورها وأن تمارسه بكل صدق وأمانة مبتعدة عن كل المؤثرات العاطفية ومتجردة من كل الانتماءات واضعة مستقبل الرياضة البحرينية على قمة أولوياتها.