مع كل سنة دراسية يبدأ اللغط والتذمر والشكوى وتزداد الانتقادات وتوجه أصابع الاتهام لوزارة التربية والتعليم. فقبل بداية العام الدراسي وفي الموعد المخصص للبعثات والمنح الدراسية تعلو بعض الأصوات النشاز وتحاول التشكيك بمصداقية توزيع البعثات. وما إن تنتهي هذه الجولة حتى نبدأ في جولة المدارس والمدرسين والوقت الدراسي والأعباء الدراسية والكثير من الأمور التي لست بصدد حصرها لكثرتها، وكان آخرها موضوع الكتب الدراسية المستخدمة التي وزعت على أبنائنا الطلبة!! والتي استنكرها معظم الناس وأنا أحدهم.
ولكن الغريب في الموضوع أننا نرى الرأي العام يعلو صوته لمثل هذه الأمور، ويتغافل عن موضوع أهم بكثير، وهو موضوع التخريب المستمر للمدارس في البحرين!! دون مبالغة، لا يكاد يمر أسبوع إلا وتطالعنا الصحف المحلية بأن هناك تخريباً أو أعمالاً إرهابية حدثت لإحدى المدارس أو المباني التعليمية في البحرين، أو قطع الطرق المؤدية إلى المدارس!!
وفي خبر نشرته وزارة التربية والتعليم الأسبوع الماضي، أفادت الوزارة بأن هناك استمراراً لسلسلة الأعمال التخريبية المستهدفة للمدارس الحكومية، حيث قام إرهابيون بسد الشارع المؤدي إلى مدرسة أم القرى الابتدائية الإعدادية للبنات بالحصى والطوب والمخلفات المحروقة، كما قام آخرون بتثبيت قطع من الأسياخ على الشارع المؤدي إلى مدرسة النويدرات الابتدائية للبنات.
وأدانت وزارة التربية والتعليم مثل هذه العمليات الإرهابية التي لاتزال تتكرر، والتي تهدف إلى قطع الطرق أمام منتسبي المدارس بهدف التأثير على سير العملية التعليمية، علماً بأن عدد العمليات الإرهابية قد ارتفع بعد هذين العملين الإرهابيين ليصل إلى 462 عملاً تخريبياً متنوعاً، يشمل إلقاء العبوات الحارقة على المدارس واقتحامها بقصد التخريب وسرقة طفايات الحرائق وإلقاء الحجارة على نوافذها وغيرها من الاعتداءات.
لست ضد « التحلطم» والتذمر على توزيع الكتب المستعملة، ولست مع خلو بعض الصفوف الدراسية من المدرسين، وأقف بجانب أولياء الأمور في موضوع بعض الطلبات «المرهقة» التي يطلبها بعض المدرسين. وكتبت مراراً حول موضوع صيانة المباني الدراسية ولكن الشيء بالشيء يذكر.. أين أصوات «التحلطم» والتذمر من العمليات الإرهابية والتخريب التي تستهدف المباني التعليمية؟! أين الرأي العام من استنكار هذه العمليات المبرمجة والداعية إلى تعطيل العملية الدراسية؟!
أتساءل أولياء الأمور عن الكلفة المالية لتصليح ما يقوم به هؤلاء الإرهابيون؟!
قد يقول لي أحدهم إن موضوع التخريب والإرهاب المبرمج على المباني التعليمية موضوع أمني لا شأن لنا به، ولكن الحقيقة أن كل شخص منا هو «رجل أمن» ويجب أن يتصدى لما يحدث من عمليات تخريبية تستهدف شل الحركة التعليمية في البحرين وإعاقتها. وإذا كان أحدهم يعتبر هذا الموضوع شأناً أمنياً ولا يستطيع تغييره بيده فليغيره بلسانه عن طريق رفض ما يحدث واستنكاره. فكما يستنكر البعض استخدام الكتب المستعملة أو يستنكر أي خلل في المرافق التعليمية فمن باب أولى أن يستنكر الأعمال التخريبية التي تضر وتعرقل العملية التعليمية برمتها.
أكرر، أنا لست مع توزيع كتب مستعملة وأنا لست مع إرهاق أولياء الأمور ببعض المتطلبات التي يطلبها بعض المعلمين، وأنا ضد أن يكون هناك فصل دراسي دون معلم، ولكن قبل أي شيء، أنا ضد أن تطال يد أحدهم المؤسسات التعليمية وأنا ضد قطع الطرق المؤدية للمدارس، وضد أي نوع من أنواع الإرهاب والتخريب التي يقوم بها عدد من الخارجين عن القانون، نحو مؤسساتنا التعليمية في مملكة البحرين.