المملكة العربية السعودية دولة الحزم، قوة لا يستهان بها، عظيمة برسالتها ومبادئها – حفظها الله ملكاً وشعباً – وعلى مر الأزمان منذ تأسيس المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، ومن حكموا المملكة من بعده، من ملوك طيب الله ثراهم، وأسكنهم الفردوس الأعلى، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله ورعاه، والمملكة دولة لا أحد يتجرأ على أن يمس لها طرف، بل دائماً ما يحسب لها كما نقول «ألف حساب»، فالملوك أقوال وأفعال، ورغم قوة السعودية ومكانتها بين الدول الكبرى، لم تغزُ دولة ولم تنكث عهداً قطعته، ولم تسلب خيرات أي دولة، هذه هي السعودية، أخلاقها أكبر من أطماع دنيوية، هي خير معين وخير صديق وخير من تلجأ إليه أي دولة، في المقابل هناك دول كبرى عنوانها واضح، «الصداقة هي المصلحة بل المصلحة المطلقة»، والمصلحة المطلقة تعني أنها دول ترى نفسها فقط حتى وأن أقامت الحروب ودست سموم الكره بين الدول، لا يهمها تعاسة الشعوب حتى وإن كانت شعاراتها حقوق الإنسان، تسلب خيرات البلد الذي تتواجد فيه بحجة الحماية ومثل ما نقول «حاميها حراميها»، مأساة هي كل دولة من هذه الدول التي لا تعير للإنسانية وحب الخير أي اهتمام، وشتان بين دولة الخير ودولة الشر أينما وجدت.
المملكة العربية السعودية فخر العرب والمسلمين، تاريخها العظيم على مر الأزمان يشهد على أنها عنوان للأخوة والصداقة الحقيقية، بلد يحمل هم جيرانه من الدول، بل يحمل على عاتقه ثقل عظيم «الإسلام والعروبة»، وهذه هي رسالة المملكة العربية السعودية في الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية، ولا أحد يستطيع أن يزايد على ذلك إلا من يحمل حقداً للأمتين العربية والإسلامية.
آل سعود الكرام رسموا خطوات واضحة لثوابت لا تتغير ولا تتبدل، فالتاريخ يشهد على العلاقات بين المملكة العربية السعودية مع دول العالم، التي حققت روابط كثيرة ومواقف مشرفة لهذه العلاقات، ليس على الصعيد الإقليمي فقط، بل تعدى ذلك، ومملكة البحرين والمملكة العربية السعودية أنموذج جميل لهذه العلاقات التي تعدت روابط الأخوة والمصاهرة والمصير الواحد. مملكة البحرين ترى في علاقاتها مع المملكة العربية السعودية نموذجاً مشرقاً لعمق العلاقات التي ترتكز على إرث أسري وشعبي ورسمي، بل هي علاقة متجذرة في تاريخ البحرين مع السعودية، أرساها أجدادنا وأصبحت أكثر قوة وازدادت شموخاً.
ذكرى اليوم الوطني الـ 86 لتوحيد المملكة العربية السعودية ذكرى جميلة على قلوبنا جميعاً وخصوصاً الشعب البحريني، ويسعدنا دائماً مشاطرة المملكة هذه الفرحة، كما يشاطر الشعب السعودي أفراح البحرين الوطنية، ودائماً نجد هذه الفرحة والحب في مواقفهم المشرفة مع البحرين. فالسعودية والبحرين معاً في الخير، ويد قوية تردع من أراد لنا الشر، كل عام والمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً بخير، شامخة كالجبال وعالية فوق السحاب، حفظ الله السعودية والبحرين ودولنا جميعاً.