الطائرات الروسية والصواريخ الإيرانية تدك حلب لليلتين على التوالي ورئيس الحرس الثوري الإيراني الأسبق محسن رضائي يصرح أمس لصحيفة «كريستيان ساينس مونيتر» الأمريكية «إننا لن «نتخلى» عن البحرين» مؤكداً أن إيران لن تتواجه مع السعودية مباشرة ولن تبدأ الحرب معها، تاركاً لخيالكم أن يضع السيناريو المحتمل، ليوضح لنا كيف لن يتخلى عن البحرين من جهة؟ وفي ذات الوقت لن يهاجم السعودية مباشرة من جهة أخرى؟!! رضائي يجيب أن حربه مع السعودية ستعتمد على خدمه وعملائه الذين لن «يتخلى» عنهم، فهم من سيحاربون نيابة عنه في البحرين والسعودية.
لنتذكر أنه لولا عملاء إيران وخدمهم في العراق ولبنان لما استطاعت القوات الإيرانية والصواريخ الإيرانية أن تدك حلب وتصل للعمق السوري، وهذه الجثث التي تنتشل من تحت الأنقاض لأطفال وشيوخ ونساء ما كانت لتباد إلا باسم الدين والحسين وحماية مقابر آل البيت، هكذا وتحت هذه الحجة دخلت القوات الإيرانية وحزب الله سوريا، إيران تخوض حربها هناك بعد أن ألبستها اللباس الديني حتى يفتح لها السذج العرب من محبي آل البيت أبواب القلعة العربية من الداخل، وهي التي لا يعنيها آل البيت ولا مراقدهم ولا الشيعة فهؤلاء جميعهم مطاياها لحلمها القومي.
وتدرك إيران أنها لا تحتمل أن تخوض حرباً مباشرة لا عسكرياً ولا اقتصادياً مع السعودية، لذلك سيكون اعتمادها على عملائها وخدمها في الدول العربية المحيطة بالسعودية، الذين قال لهم أحدهم في الدوار عام 2011 بعد أن ظن أنه استوى على عرشه وخاطب الحشد «مشتطاً» «بقيت لكم خطوة واحدة وتصلون الرياض»!! وبشرهم بأن لندن تسمعهم وواشنطن تسمعهم والعالم كله معهم، فامضوا من بعد سقوط المنامة للرياض لتسقط ويتحقق الحلم!!.
محسن رضائي أكد أمس أن إيران لن تتخلى عن هؤلاء في البحرين وستظل تساندهم هم والخدم اليمني، إذ لولاهم لما أمكن لرضائي أن يهدد السعودية، لولا هؤلاء لما شعرنا بالتهديد الإيراني، هؤلاء يحاولون حتى اللحظة إيقافنا عن الكلام ويطالبون البحرين بنسيان 2011 في حين رضائي يقول أمس في تاريخ 22 سبتمبر 2016 إنه لن يتخلى عنهم فمهمتهم لم تكتمل بعد، فهل عرفتم لم يحاولون أن ننسى ونسكت؟
أما موقف الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الحليف فهو «قلق» لا من هذه التهديدات على البحرين بل «قلق» على رجال إيران في البحرين ورجال إيران في اليمن، فسفراؤهم وتقارير خارجيتهم تريد أن تمنحهم المزيد من الوقت وتحاول أن تمنحهم الحصانة الأمريكية إلى حين ينتهون من مهامهم، فلا قلق على الشعب البحريني ولا على الشعب اليمني في حسبان الحليف الأمريكي، إنما قلق على عملاء إيران منهم، وتحاول الإدارة الأمريكية في أيامها الأخيرة قدر المستطاع منحهم المزيد من الوقت كي يكملوا مهامهم، حتى لجنة تقصي الحقائق الأممية التي تحقق في استخدام نظام الأسد أسلحة كيماوية ممنوعة من إصدار تقريرها ومجبرة على تأخير الإفصاح وإعلان التقرير انصياعاً للضغط الأمريكي حتى يمنح الأسد -رجل إيران- مزيداً من الوقت.
اعتماد إيران اليوم بدرجة كبيرة على الولايات المتحدة الأمريكية لمنح الحصانة لحفنة من الخونة في الدول العربية يوكل لها تسهيل المهمة لإعادة رسم الخارطة وتقسيمها ومنح إيران حصة منها نظير «اعتدالها» حتى يغادر سيد البيت الأبيض فترة رئاسته بعد أن حقق جزءاً من هذا المشروع على الأرض ليكتب في سجل «إنجازاته» أنه سهل مهمة الخدم الإيرانيين!! أما أمريكا فاعتمادها على من مازال من «المؤمنين» بها في دولنا الخليجية كواحة للديمقراطية فهم من سيتسمعون لنصائحهم وهم من سيوفرون الحماية لهؤلاء الخدم والدفاع عنهم إلى أن يكملوا مهامهم!!