المتتبع لواقع الرياضة البحرينية، سيكتشف منذ الوهلة الأولى بأن ترهل الجمعيات العمومية في الأندية والاتحادات الرياضية هو أحد أهم أسباب ما تعانيه الرياضة المحلية من تخلف في الكثير من الجوانب، ولعل أبرزها الجانب الإداري على الرغم من وجود إنجازات رياضية ميدانية تساهم أحياناً في إخفاء الإخفاقات الإدارية، وتجعل الصورة وردية في أعين الكثيرين ممن تغريهم المظاهر!
عندما نتحدث عن الجمعيات العمومية نجد أنفسنا أمام مجموعات لا تجيد ممارسة حقها الشرعي، وتخضع في أغلب الأحيان إلى التوجيهات، والمؤثرات الخارجية المنتقاة على خلاف ما كانت عليه هذه الجمعيات في الماضي، عندما كانت تستثمر أقصى درجات الديمقراطية، والحرية المتاحة وتمارس حقها بكل استقلالية دون الانصياع لأي مؤثرات خارجية، وكنا نرى كيف كان مستوى النقاش والمجادلة خلال مناقشات التقارير الإدارية والمالية وكيف كانت العملية الانتخابية تسير بشفافية مطلقة..
اليوم نجد أن النقاش أصبح شبه محرمٍ أو محظورٍ أو غير مرغوب فيه سمه ما شئت من هذه المسميات التي لم تفرض فرضاً على الجمعيات العمومية إنما أصبحت هذه الجمعيات نفسها لا تعير مثل هذه المناقشات أي اهتمام بل إن الكثيرين أصبحوا يعتقدون بأنها مضيعة للوقت مع أنها في واقع الحال محور جوهري لاختبار مدى جرأة وشجاعة الجمعية العمومية، ومدى متابعتها لكل ما يدور بين جدران الأندية والاتحادات الرياضية!
الهم الأكبر للجمعيات العمومية أصبح محصوراً في الانتخابات والتي تحولت من انتخابات حرة إلى انتخابات ممنهجة ومبرمجة في إطار ديمقراطي المظهر انتقائي الجوهر وهو ما جعل العديد من الكفاءات الإدارية الخبيرة منها والشابة تبتعد عن المشهد حفاظاً على سمعتها ومكانتها وتاريخها لدرجة أننا لم نعد نشهد المنافسات الكبيرة على المقاعد الإدارية كما كنا نشهدها في الماضي بل إن ظاهرة التزكية الجماعية بدأت تسيطر على المشهد الانتخابي في دلالة على ما سبق الإشارة إليه من عزوف الكفاءات!
هكذا هو حالنا الذي نأمل أن تتضافر جهود كل من يعنيه الشأن الرياضي من أجل إعادة الهيبة إلى الجمعيات العمومية، وتفعيل دورها وبالأخص في الأندية التي وصل الحال فيها إلى أدنى درجات الاهتمام بقيمة وأهمية العضوية، ووضع العراقيل والمعوقات أمام من يريد تجديد عضويته فباتت مقاعد الجمعيات العمومية في هذه الأندية خالية إلا من نفر لا يتجاوزون العشرات إن لم يكونوا أقل من ذلك!
إجازة... استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه في إجازة خاصة اتوقف خلالها عن الكتابة على امل العودة...