الانتخابات البرلمانية في 2018 تعتبر حدثاً مهماً لمملكة البحرين، وهو أمر يترقبه العالم والمهتم بالشأن السياسي في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن المملكة قد مرت بمراحل مختلفة أبرزها خروج الحركات الراديكالية التي تسيطر عليها الدول المعادية لنا.
إلا أن هناك عدة سيناريوهات يمكن طرحها حول الانتخابات البرلمانية المقبلة، خاصة أن التجربة البرلمانية ستكمل 16 عاماً ويعتبر ذلك كافياً لخروجها من منظور التجربة إلى منظور الممارسة، إلا أن انتخابات 2002 والتي تعتبر نقلة نوعية في التطور الديمقراطي للمملكة، والتي حظيت بمشاركة جميع أطياف المجتمع، وسط مقاطعة ما يسمى بـ «الجمعيات المعارضة»، حتى عام 2011، والتي ظهرت فيها نوايا جمعية «الوفاق» التي تدار من ولاية قم بإيران وإثبات التهم لها بشأن انتمائها لكيانات خارجية لتكون ذراعاً محلياً لها.
ومن أهم السيناريوهات التي يمكن طرحها بالنسبة للقوى السياسية في انتخابات 2018 هي عودة الجمعيات السياسية للواجهة مرة أخرى، خاصة أن الجمعيات المعارضة صاحبة التوجهات الراديكالية الخارجة عن المنحى الوطني تركت فراغاً واضحاً في البرلمان، وبالتالي فإن الجمعيات السياسية سيكون لها حضور قوي في ظل تخبط المستقلين الحاليين وعدم اتخاذهم مواقف مصيرية تخدم المواطن.
أما السيناريو الأبرز فهو ظهور جمعيات جديدة على الساحة البرلمانية، وبالنسبة لتجمع الوحدة الوطنية، فمن المتوقع الا يحظى بحضور قوي مثلما حدث في 2014، خاصة أن جمعيتي «الأصالة» و»المنبر الإسلامي»، سيكونان منافسان بقوة من أجل الحصول على مقاعد أكبر، في المقابل سيحتل المستقلين مقاعد النصف وذلك في حال لم تشارك الوجوه المعارضة في البرلمان.
وربما تشهد الانتخابات مفاجأة بعودة الرشد للجمعيات المعارضة التي مرت بتجربة فاشلة وأدت إلى انهيارها وعزلها عن المشهد السياسي، إلا أن حضورها سيكون محدوداً، خاصة أن توزيع الدوائر الحالي قد أخذ أهمية التوزيع العادل بين جميع أطياف المجتمع، وبالتالي سيكون للجمعيات ذات المرجعية الإسلامية مثل «الأصالة» و»المنبر الإسلامي» حظوظاً أكبر في حال قررت الجمعيات المعارضة دخولها المعترك النيابي، لكون «الأصالة» و»المنبر الإسلامي» وغيرها ستمثل نقطة اتزان سياسي مهم مقابل المستقلين الذين سيكون حضورهم لاستكمال المشهد السياسي الشامل والذي يضم جميع أطياف المجتمع.
كل ما تم طرحه هي سيناريوهات لما سيتم في الانتخابات المقبلة، ولا يمكن إلى اليوم معرفة نوايا الأطراف المشاركة في الانتخابات، كون أن المملكة تتأثر بالأحداث الخارجية أكثر منها من الداخل، ولكن الرؤية الأشمل والأبرز والتي يترقبها العالم هو عودة الجمعيات السياسية في المشهد البرلماني، خاصة أن قوة البرلمان تكمن في تعدد الكيانات واختلاف توجهاتهم.
خلاصة القول، إن مملكة البحرين كأي دولة بالعالم في مجال الديمقراطية تمر بمنعطفات خطيرة وتهديدات لتجاربها السياسية، إلا أن المتتبع للشأن المحلي يرى أن كل مرحلة لها شخصيات وكيانات انغمست في دائرة التحالفات السياسية، وربما تظهر لنا انتخابات تتفق مع ما يريده الشعب من ممثلين عنهم في البرلمان، فانتخابات 2018 هي انتخابات نتائج التجربة البرلمانية لمملكة البحرين وبها سيكون للديمقراطية البحرينية النموذج الدولي الذي تحتذى به دول امتد تاريخها الديمقراطي لمئات السنين.
* زاوية محلية:
تحويل الفواتير الحكومية من ورقية إلى إلكترونية، سيوفر الكثير من ميزانيات الدولة خاصة بعد الخطوة التي اتخذتها هيئة الكهرباء والماء، إلا أن تلك الخطوة لم نشهد لها حملة إعلامية منظمة في الطرق ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الأتصال للتسجيل لتلك الخدمة، خاصة أنها ستبدأ من شهر نوفمبر المقبل، نتمنى من الهيئة أن تكثف جهودها الإعلامية لتسجيل العناوين الألكترونية للمشتركين لإرسال الفواتير لهم.
* رؤية:
النقد له مدارس متعددة، لكن الأفضل من النقد هو الاهتمام، فأحياناً الاهتمام بالشيء يجعل النقد يخجل من نفسه.