المعلومة التي ملخصها «وجود عملاء مخابرات دول غربية يرتدون عمائم المشايخ ويتصدون لإدارة بعض القنوات الفضائية في بريطانيا وأمريكا»، التي تضمنتها الكلمة التي وجهها بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، رئيس مجلس الأوقاف الجعفرية، الشيخ محسن آل عصفور، معلومة خطيرة وينبغي الاهتمام بها، حيث نبه إلى «ضرورة إلفات عناية الجميع»، إلى هذا الأمر، وأكد على أن أولئك المشايخ يسعون إلى «بث سمومهم باسم الشيعة والدفاع عنهم»، وأنهم «يدأبون من خلالها على إثارة الفتنة العمياء وإعطاء صورة سيئة ومغايرة للحقيقة عن الشيعة وشعائرهم وعقائدهم عن قصد أو جهل بلغة سوقية وبذيئة وبكل دناءة وخسة وحطة»، شارحاً أنهم «في واقع وحقيقة أمرهم شنيعة وليسوا شيعة، وشين وليسوا بزين على مذهب أهل البيت، ولا يمتون إليهم بصلة إلا بالاسم، والتشيع منهم براء»، مستدلاً على هذا بقوله إن «أتباع أهل البيت إنما هم أهل محبة وإخاء ونجدة وحمية وخلق كريم ونهج قويم».
لهذا طالب آل عصفور «باستثمار موسم عاشوراء لتعزيز أواصر المحبة بين المسلمين وإصلاح كل فاسد من أمور مجتمعاتنا»، و»اغتنام هذا الموسم لإعادة ترتيب البيت الوطني وعلاج جميع المشاكل المزمنة والمتأزمة التي يعاني منها على جميع المستويات وضرورة تكاتف الجهات الحكومية مع الأهلية للإسهام في حلها من أجل أن ينعم الجميع بالأمن والخير والرخاء والاستقرار والسعادة».
المشهد إذن -كما يراه رئيس مجلس الأوقاف الجعفرية ويراه كل عاقل- يتضمن من يسعى إلى ضرب الوحدة الإسلامية وإغراقه بالمشاكل والأزمات وإثارة الفتنة، وأنه لتحقيق هذه الغاية تمكن من زرع عملاء يتميزون بقدرتهم على تمرير ما يشاؤون من أفكار عبر عمائم يرتدونها ووفر لهم كل ما يحتاجونه من أدوات أساسها القنوات الفضائية ليبثوا سمومهم، مرة باسم الشيعة، ومرة باسم الدفاع عن آل البيت. ولأنه يتوفر دائماً من يمكن أن تنطلي عليه مثل هذه الحيل لذا تمكنوا من تحقيق جانب من أهدافهم، وصار لزاماً على الأمة الإسلامية لو أرادت أن تحافظ على وحدتها أن تتصدى لهم بكشفهم وفضحهم وبالوقوف صفاً واحداً في مواجهتهم، ذلك أن استمرارهم في مهمتهم يعني تضرر الأمة الإسلامية، أو بالأحرى إصابتها بمزيد من الأضرار.
متابعة يوم واحد فقط للبرامج التي تبثها فضائية «فدك» التي تبث من لندن وتدار بعمامة المنبوذ والمطرود من الكويت المدعو ياسر الحبيب تكفي لتبين هذه الحقيقة التي نبه إليها آل عصفور، فما يقدم من خلالها يومياً يسيء إلى الشيعة وإلى الإسلام والمسلمين جميعاً ويؤسس لفتنة طائفية وعداوات بين المسلمين ويتسبب في إيجاد شرخ يتسع سريعاً بين أتباع المذهبين الكريمين، فـ»الحبيب» عبر هذه الفضائية التي لا يشك في أنها تمول وتدعم من مخابرات بعض الدول الغربية يسب الصحابة وبعض زوجات الرسول الأكرم ويكفرهم ويحكم عليهم بدخول النار، ولا يتردد -هو ومن معه- عن اعتبار كل من لا يقول بما يقوله ملعوناً وعميلاً للغرب!
ليس هذا إلا مثالاً، وليست هذه الفضائية إلا واحدة من الفضائيات التي تم تأهيل أصحاب العمائم ليديروها وينفذوا أجندة مؤسسيها، ويبدو أن المرحلة تتطلب وجود المزيد منها ومن أصحاب العمائم من هذا الفصيل. أما الرد عليها وعلى داعميها فيكون «بالعمل على تعزيز أواصر المحبة بين المسلمين وإصلاح كل فاسد من أمور مجتمعاتنا»، كما قال آل عصفور، و»باستثمار موسم عاشوراء واستغلاله لإعادة ترتيب البيت الوطني الداخلي»، و»تكاتف الجهات الحكومية مع الأهلية».
بعض ما يجري في بلادنا أسبابه نجاح عمائم السوء تلك وتمكنهم من الولوج إلى عقول البعض والنخر فيها، فهل تتمكن عمائم الخير من تنبيه الناس لما تريده بهم تلك العمائم؟