من يتابع الأخبار الصادرة من ديوان صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، يتيقن مدى اهتمام سموه بالإعلام، وبنظرة تحليلية سريعة للأخبار الصادرة من ديوان سموه الموقر، نرى اهتمام سموه بالإعلام والإعلاميين وتوجيهاته الدائمة للإعلام والإعلاميين بأن يكونوا «صوت الشعب»، وبأن يكون الإعلام هو «المرآة» العاكسة للمجتمع البحريني.
كما لا يخفى على أي أحد من المهتمين، مدى حرص سموه على متابعة ما يدور وما يكتب في جميع وسائل الإعلام، ومتابعة سموه الشخصية الحثيثة لكل ما يثار في وسائل الإعلام، ولم يكتفِ سموه بالمتابعة الشخصية بل إنه حرص على تأسيس فريق للإعلام الحكومي الرامي إلى رصد ومتابعة شكاوى واحتياجات وملاحظات المواطنين، وتصنيفها بحسب نوع الخدمات أو القضايا، والتفاعل معها إلكترونياً بالتعاون مع وزارة شؤون الإعلام.
وفي لقاء سموه الأخير مع وزير الإعلام للإطلاع على الخطط التطويرية لوزارة الإعلام، قال الأمير خليفة بن سلمان «نريد إعلاماً ديناميكياً يقوم على الفعل لا رد الفعل».
هذه الجملة تلخص لنا الشكل الجديد الذي يجب أن يكون عليه شكل الإعلام الرسمي في مملكة البحرين، فالإعلام الرسمي يجب أن يواكب الحدث، لا أن يكون خلفه، إن إعلامنا بحاجة إلى أن يواكب ما يدور في المجتمع، ويستعرضه بحرية مسؤولة، لا أن يدفن رأسه ويجعل الإعلام الإلكتروني يأخذ زمام قيادة الرأي العام.
أثبتت الكثير من الدراسات التي أجريتها على عينات مختلفة من المواطنين في فترات متفرقة، أن المواطنين يعتمدون على استقاء الأخبار والمعلومات حول أي قضية من وسائل التواصل الاجتماعي أولاً، سواء كانت، «واتساب»، أو «تويتر»، أو «فيسبوك»، أو «انستغرام»..الخ، وتأتي الصحافة في المرتبة الثانية كمرجع من المراجع، فأين هو دور الإعلام الرسمي من قيادة «الرأي العام» وأن يكون هو «المصدر» الرسمي للأخبار والتعقيب على ما يدور وما يطرح في المجتمع البحريني؟
ولا يمكن أن نغفل أن الإعلام الرسمي قد فقد بريقه مؤخراً في معظم أنحاء العالم، لا سيما بعد دخول القنوات الخاصة والتي باتت تنشر الصالح والطالح ولا تكترث بأخلاقيات العمل الإعلامي، وظهور إعلام اجتماعي إلكتروني يتميز بالآنية والسرعة والجرأة في الطرح. إن الإعلام المطلوب اليوم هو الإعلام الآني، إعلام يناقش جميع الموضوعات بشفافية وبحرية مسؤولة، هو الإعلام الذي يذهب للمشاهد عبر القنوات التي يفضلها ولا ينتظر أن يتسمر المشاهد أمام شاشة التلفاز فقط، بمعنى أن تكون مواده الإعلامية قابلة للتشكيل للاستخدام في قوالب إعلامية حديثة، هو إعلام يقاس بعدد تكرار مرات مشاهدته وتكرار انتشاره في مختلف الوسائط الإعلامية، والأهم من ذلك هو الأثر الذي يتركه على الرأي العام ويكون هو مصدر للخبر.
القيادة الرشيدة في مملكة البحرين قيادة منفتحة، وداعمة للشفافية وتؤمن بحرية الإعلام، وهذا ما سيسهل دور وزير الإعلام لاسيما مع التغيرات التي يتطلع اليها، والتي تتناسب مع ما تشهده المملكة من حراك سياسي وديمقراطي وحقوقي والتطور التنموي الشامل الذي تعيشه مملكة البحرين حالياً.