سأستلم الخيط من حيث انتهى زميلي الدكتور محمد مبارك جمعة بمقاله أمس حول «الوثيقة رقم 11» التي تؤكد الصلة بين الشرارة التي أطلقت نهاية 2010 إعلاناً ببدء ما سمي بمشروع (الربيع العربي) الذي آذن لعملية انتقال التعاون الأمريكي العربي الخليجي من تعاون مع «الأنظمة» إلى تعاون مع «الجماعات الدينية» لإسقاط الأنظمة، وهي الشرارة التي خلفت هذا الدمار الذي نعيشه الآن.و سأسلتم خيطاً آخر من استجابة النائب جمال بوحسن لدعوة السلطات التشريعية العربية لسن قوانين عربية تحاكي «الجاستا» الأمريكي، أي سن قوانين تحاكم وتحاسب وتعاقب الدول التي رعت الإرهاب في مجتمعاتنا ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، وأتمنى من الأخ جمال أن يكون جاداً ويمضي قدماً في هذه الخطوة.وأريد أن أسلم الخيطين لجهة تعمل على بناء ملف متكامل لربط الأحداث التي جرت في البحرين منذ فبراير 2011 إلى اليوم بدولتين اثنتين (أمريكا وإيران) أو من يثبت أنها دولة ضالعة في تصاعد العنف عندنا في البحرين.نريد أن نعيد سرد الأحداث بالتسلسل وتوثيقها لنعرف دور وأثر الزيارات والتصريحات والتقارير والقرارات التي اتخذتها الولايات المتحدة وتخص البحرين بإحداث العنف زيادة أو نقصاناً، ودورها في انحراف مسار الحوارات السابقة عن العقلانية أو الموضوعية.نحن نعرف أن الولايات المتحدة الأمريكية بذلت ما يمكنها لدعم الجماعة الراديكالية والمسؤولة عن العنف في البحرين، ولا يضحك بعضنا على بعض وتخبرني السفارة الأمريكية بأنها لا تدعم جماعة النويدرات العنيفة بل تدعم جماعة الدراز المسالمة، فنحن نعرف أين تتقاطع هاتان الجماعتان وأين تلتقيان، قصة الاختلاف بينهما على التكتيكات ممكن تسوقها الإدارة في لجنة للشؤون الخارجية في الكونجرس حيث يجهل الكثير من أعضائها اسم البحرين فما بالك بالفرق بين النويدرات والدراز!! أما نحن فنعرف أن تلك لا تختلف عن تلكم الأخرى.منذ 2011 وهذه الإدارة تفعل ما في وسعها بشكل خاص كسلطة تنفيذية ومن خلال أعضاء في حزبها في الكونجرس كسلطة تشريعية، أو من خلال مؤسسات إعلامية ومؤسسات مدنية عن طريق شركات العلاقات العامة التي توظفها لخدمة هذه الجماعة، للضغط والتدخل بعمل منظمات دولية أيضاً لدعم هذه الجماعة.وآخر أدوات الضغط التي استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لدعم الجماعات الإرهابية في البحرين كانت الأسبوع الماضي حيث أرسل أوباما رسالة للكونجرس يطالبهم فيها بأن يؤيدوا قراره بمنع إتمام صفقة لبيع طائرات أف 16 ورهنها بإطلاق سراح أعضاء هذه الجماعة والتوقف عن محاكمتهم!! فإما أن يرضخ شعب البحرين للابتزاز، أو تمنع عنه صفقة الطائرات.ألا تعرف الإدارة الأمريكية أن كل تصريح مثل هذا يرتبط بتصاعد موجة العنف في البحرين؟ فتلك الجماعات تعتبر مثل هذه التصريحات تشجيعاً لها ودعماً وضوءاً أخضر للتحرك من جديد، حدث ذلك في تركيا وفي مصر ودول أخرى، حيث تصر هذه الإدارة على أن تدعم الجماعات الراديكالية المتشددة على حساب الأنظمة وتصر هذه الإدارة على ألا تترك البيت الأبيض إلا بعد أن أسقطت الأعمدة الأخيرة في العالم العربي والشرق الأوسط، غيرعابئة بتبعات ودروس وعبر ما جرى في دول أخرى والدماء التي سالت والفوضى التي عمت العالم بأسره.لهذا السبب وحتى يكون لنا «جاستا» بحريني وعربي وتركي وآسيوي، فإنني أبحث عن مؤسسة حكومية أو غير حكومية بحرينية وطنية أو مركز للدراسات والأبحاث تعمل على بناء هذا الملف بشكل علمي رصين يبحث في الدور الأمريكي في دورة العنف في البحرين، بحثاً يغوص ويمتد لربط دورها في العراق وارتباط ما يدور عندنا بما يدور في العراق من خلال ربط الجماعات في الدولتين والدعم الأمريكي الذي نراه كالشمس في العراق سنراه يمتد إلى فروع تلك الجماعات هنا.هذا بحث يفرغ له باحثون وتثبت فيه حوادث العنف جنباً إلى جنب مع كل إجراء أمريكي سواء كان تصريحاً أو زيارة كالتي طرد فيها مالوينسكي أو غيرها ونحن نوثق فقط ما نعرفه جيداً هو أن للولايات المتحدة الأمريكية دوراً في تصاعد العنف في البحرين.. و ليزعل من يزعل من كلامنا.ليس بالضرورة أن أصادر أموالاً أمريكية أو ممتلكات، إنما يهمني ويهم شعب البحرين أن نوثق تاريخنا وتاريخ علاقتنا الدولية، ويهمنا أن نحرك أصدقاء لنا ليعرفوا ماذا فعلت هذه الإدارة في أمننا وسلامتنا، ونحن على ثقة أنه حتى في الولايات المتحدة الأمريكية لنا أصدقاء استياؤهم كاستيائنا من هذا التدمير الممنهج الذي طال مصالحهم في المنطقة بهذه السياسة الرعناء.ملاحظة:سعادة السفير لا شيء شخصياً بيننا أبداً، إنما لا تتعب نفسك بتصريح تؤكد فيه على تمسك الولايات المتحدة الأمريكية بالحليف البحريني أو بالسلمية أو غيرها، نحن نبحث عن أفعال تثبت للشعب البحريني جدية فك الارتباط بينكم وبين جماعة ثبت ضلوعها في مشروع إسقاط النظام والانقلاب على الدستور ودعم العنف والإرهاب، وإلى الآن لا نجد إلا ارتباطاً يزيد مع الوقت.