يبدو أوباما مهووساً في نهاية حقبته الكارثية بتحقيق مزيد من الأضرار في العلاقة مع المملكة العربية السعودية والبحرين قبل مغادرته البيت الأبيض.
بعد قانون الجستا وبعد توصيته بمنع صفقة الطائرات عن البحرين ها هو يستهدف السعودية بملف اليمن ويهدد بوقف التعاون الأمني، فلا يصل الرئيس الجديد –أياً كان- وإلا ونحن على جبهتين مختلفتين لتبدأ بعدها الولايات المتحدة الأمريكية بالبحث عن قواعد جديدة لها في المنطقة، فهل مازال أحد هنا في البحرين لا يدرك حجم استهداف البحرين والسعودية معاً؟
السؤال لا يجب أن يدور فيما يفعله أوباما الآن أو ما ستفعله الإدارة الجديدة، السؤال هو ما الممكن أن نفعله تجاه هذا الاستهداف؟ هل نقف نتفرج؟ أم أن تحركنا يجب أن يكون واضحاً لصد هذا الاستهداف الأوبامي وللرئاسة الجديدة؟
البحرين يجب أن تكون واضحة في الرسائل فلا تعطي ضبابية أو غموضاً، التحرك والخطاب يجب أن يكون لا لبس فيه ولا تراجع أو تردد.
لنبدأ بالجبهة الداخلية والرسالة التي نريد إيصالها للإدارة الأمريكية ولحلفائنا أيضاً أن جبهة البحرين متماسكة، وذلك بعدم الخضوع «للابتزاز الأوبامي» أولاً، فلا تراجع عن إنفاذ القانون تجاه عملاء إيران والاستمرار في محاكمتهم وتطبيق الأحكام عليهم، إذ إن أي تخاذل معهم يعني عودة العنف والإرهاب للبحرين والرضوخ للابتزاز الأمريكي ومعه الإيراني، في هذه الحالة فإن البحرين ليست خطراً على نفسها فقط، بل تشكل خطراً على المملكة العربية السعودية، وهذا ما أكده وزير الخارجية البحريني ووزير الداخلية البحريني ووزير الإعلام البحريني، بأنه لا تراجع عن موقف الحزم؟
عدم التنازل للابتزاز الأمريكي رسالة أيضاً للأشقاء في المملكة العربية السعودية، فرسائل وحدة الصف ووحدة المصير لابد أن تكون واضحة هي الأخرى، ولهذا فإن أي خطاب يصيب بالضرر على المملكة العربية السعودية، فالبحرين مسؤولة عن إيقافه.
ومن المخزي ومن العار أن تسمح البحرين لصحيفة خاضعة للقانون البحريني أن تضع عنوانها الرئيس برواية الحوثيين أي العدو الذي نحاربه على جبهة القتال، ضارة بأكبر حلفائنا وهم المملكة العربية السعودية، لتصدر هذه الصحيفة بعنوان تعتقد أنها تحايلت فيه على القانون ونفذت من المساءلة القانونية من باب «ناقل الكفر ليس بكافر» فيكون عنوانها «أكثر من 100 قتيل في غارات على صنعاء، لتؤكد رواية الحوثيين بأن التحالف هم من قصف التجمع في صنعاء ثم أضافت لكن التحالف ينفي!!
المساءلة ليست قانونية فحسب بل سياسية أيضاً، فنحن والمملكة العربية السعودية نخوض حرباً هناك، وكدولة نتحمل مسؤولية هذا النزق وهذا التخاذل في صف ورص الجبهة الداخلية والجبهة الخليجية مع جنودنا المرابطين في التحالف.
أما على صعيد الجبهة الدولية، فتشكيل جبهة دولية للتصدي للنزق الأمريكي لا يجب أن يقف عند الزيارات التي يقوم بها الحكم في البحرين والحكومة، بل التواصل مع دول الاتحاد الآسيوي لتشكيل موقف موحد تجاه هذا الاستهداف للبحرين والسعودية يجب أن تفعله الأجهزة التنفيذية والسلطة التشريعية لتشكيل هذه الجبهة وإنفاذاً للدعوات التي أطلقت في تلك الزيارات.
إن قيام سمو رئيس الوزراء في الدعوة التي ألقاها في تايلند بالأمس تحتاج لمتابعة واستمرارية لا تتوقف عند زيارته فقط، وكذلك التواصل مع تركيا بالزيارة التي قام بها جلالة الملك كان يحتاج إلى متابعة لا تقف عند التفاعل الاقتصادي والتجاري بل تنشط في الجانب العدلي والتشريعي للبحث في هذه الجهة الجديدة، لذا وجب تكثيف التواصل على كل الأصعدة الرسمية وإبقاء التفاعل مستمراً فلا تخمد جذوة ذلك الحراك.
القيادات تفتح الطريق والآفاق لخلق هذه الجبهة، إنما الحراك واستمراره لابد أن يعتمد على الجهاز التنفيذي أمنياً كان أو دبلوماسياً وكذلك على المؤسسات التشريعية لتحويل تلك الدعوات إلى ناتج ملموس، لمواجهة هذا الثور الهائج في البيت الأبيض.
فالرسالة التي يجب أن تصل لجميع الإدارات الأمريكية الحالية أو التي ستليها أننا لن نرضخ لعقائدكم ومشاريعكم، وأن تحالفكم مع إيران لن يكون على حسابنا، وأن التحالف بيننا وبينكم أما أن يحترم سيادتنا وإلا فإنه غير مرحب به أبداً لا رسمياً ولا شعبياً، وهذا أقل رد شعبي ممكن من يفرض علينا أن نمنح عملاء إيران حصانة ونضع لهم ريشة.