ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية من أمور ما كان ينبغي أن تحدث في مناسبة إحياء ذكرى سيد الشهداء كان نتيجة طبيعية لإصرار ذلك البعض وعناده غير المبرر على مخالفة القانون وتخريب كل ما تم الاتفاق عليه بين الجهات المعنية في الحكومة وهيئة المواكب الحسينية وأصحاب المآتم والدخول في مواجهات مع رجال الأمن، لذا بدا وكأن خبراً مثل «قوات حفظ النظام تتعامل بموجب الضوابط القانونية مع مخربين قاموا بإغلاق الشوارع وقذف المولوتوف والحجارة تجاه الشرطة» كان أمنية ينتظر ذلك البعض ومن يقف وراءه تحققها لتتوفر الحجة اللازمة للزعم بأن «الحكومة تعمل على التضييق على المعزين وأنها تحارب الشيعة». لهذا لم يتأخر ذلك البعض عن ممارسة كل ما يقوم بممارسته خارج عاشوراء في هذه الأيام بدءاً من الكتابة على جدران بيوت الناس في القرى وتشويهها بالشعارات السياسية والشتائم بكل درجاتها، ومروراً بتسيير المظاهرات والتظاهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بنشر التغريدات التي تعزز تلك الفكرة، وانتهاء بالدخول في مواجهات مع الشرطة الذين عليهم واجب حفظ الأمن.بعد هذا الذي حدث في الأيام القليلة الماضية لم يعد صعباً موافقة من قال «إن إيران ستحاول خلال أيام عاشوراء القيام بعمليات إرهابية بمناطق شيعية في دول الخليج العربي لإشعال التوترات الطائفية وترى أن هذا التوقيت هو الأفضل»، ذلك أن حدوث مثل تلك الأمور في أيام عاشوراء توفر الفرصة لإيران ولكل من يريد الشر بالبحرين وشقيقاتها دول مجلس التعاون كي يمضوا في مخططاتهم الدنيئة، لذا على الجميع أن ينتبه إلى هذا التطور اللافت وغير العادي والذي يحدث للمرة الأولى في أيام عاشوراء، وهذا يعني أن ما حدث يجعل الجميع يعيشون القلق في الأيام الثلاثة المتبقية من عاشوراء وهي الأيام التي تخرج فيها المواكب الحسينية بكثافة.الحقيقة الثابتة هي أن الحكومة – منطقاً – لا يمكن أن تتراجع عن موقفها أو تغير من طريقة معالجتها للمشكلة، فمن غير المعقول أن تترك لمن يريد أن يستغل المناسبة بشكل سالب ليفعل ما يريد ويمهد الطريق لمن يريد السوء بهذه البلاد، لذا فإن على الطرف الآخر المتمثل في الجمعيات السياسية ومن يطلق عليه تجاوزاً اسم «المعارضة» أن يضع حداً لاستهتار ذلك البعض وتفويت الفرصة عليه وعلى من يدفعه لعمل ذلك في أيام عاشوراء.لن يضر «المعارضة» على اختلافها اتخاذها قراراً بالتوقف عن الخروج في مظاهرات في الأيام المتبقية من عاشوراء، ولن يضرها إلزام ذلك البعض باحترام القانون وعدم السماح له بتجاوزه في هذه الأيام بشكل خاص، ذلك أن انفلات الأمر في مثل هذه المناسبة يعني احتمال تضرر الكثيرين ممن لا علاقة مباشرة لهم بما يحدث وما يراد لهذا الوطن وتضرر المناسبة نفسها. كل ما يتطلبه الأمر هو قرار تتخذه «المعارضة» يلزم كل محسوب عليها بالتوقف عن كل الممارسات السالبة وعدم الانجرار إلى أي محاولات يقوم بها البعض بغية إشاعة الفوضى وتوفير سبب لاندلاع المواجهات مع رجال الأمن.إن زيارات صار يقوم بها رموز جمعية العمل الوطني الديمقراطي «وعد» إلى المآتم في عاشوراء هذا العام (...) لا قيمة لها إن لم تستثمر في تحقيق هذا الهدف، حيث عليها أن تبين لمن تلتقي بهم جوانب مما يريده البعض لهذا الوطن وتقنعهم بل تلزمهم بالتوقف عن مواصلة العمل الذي لا يمكن أن يوصل إلى أي نتيجة أو يحقق أية مكاسب، فما جرى في بعض القرى في الأيام القليلة الماضية يضر بالوطن وبالناس وبمن يرفعون شعارات الانتصار له والدفاع عنهم.ما حدث ومرشح للزيادة لا يليق بمناسبة عاشوراء ويدخل في باب الإساءة إلى هذه المناسبة العظيمة.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90