خطوة ممتازة بالفعل تلك التي أقرها مجلس الوزراء أمس الأول برئاسة النائب الأول لسمو رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد حفظه الله بالموافقة على مشروع مرسوم بإنشاء «مركز الاتصال الوطني».
هذه الخطوة تمثل حاجة ملحة بالنسبة للبحرين على صعيد تقوية الأداء الإعلامي، وإيجاد نوع من التكاملية الحكومية في مجال التعاون الإعلامي، بالأخص فيما يتعلق بتوحيد الخطاب، في ظل ما تواجهه بلادنا من استهداف إعلامي من الخارج، أغلب مخرجاته قائمة على مغالطات ومعلومات مضللة ومفبركة.
يأتي هذا المشروع في وقت يتولى زمام مسؤولية وزارة شؤون الإعلام رجل نشهد له بالكفاءة والوطنية والإخلاص لهذا البلد.
الوزير علي الرميحي والذي كانت له أدوار مؤثرة وإيجابية في إعلامنا الوطني خلال الأزمة التي عصفت بالبحرين قبل خمس سنوات، يمضي بخطى مدروسة وثابتة في اتجاه تطوير المنظومة الإعلامية، ويأتي هذا المرسوم اليوم ليعزز الدور الواجب أن يضطلع به الإعلام الوطني.
المركز فكرة ذكية، وهي من بنات أفكار صاحب السمو ولي العهد، والأخير مدرك تماماً لأهمية تقوية الإعلام الحكومي، خاصة فيما يتعلق بتوحيد الخطاب، والتنسيق الإيجابي بين الجهات الحكومية، والتفاعل مع المواطنين بالأخص في مرحلة بات فيها استقصاء آراء الناس سهل جداً من خلال تفاعلاتهم اليومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
الدولة القوية هي التي تملك إعلاماً قوياً، يمكنه من استيفاء دوره المطلوب منه محلياً، إلى جانب كونه سلاحاً قوياً في مواجهة الاستهدافات الخارجية.
البحرين عانت منذ سنوات من هجمات إعلامية أغلبها مسيس وذو أجندات مسيئة، وبعض منها ممارسات قائمة على معلومات خاطئة أو قاصرة، أو تكاسل وتهاون في البحث عن الحقيقة، وفي جزئية نتحمل مسؤوليتها تتمثل بعدم وجود مبادرات تصل لأهم المنابر الإعلامية تبين فيها الصورة الحقيقية للبحرين.
كتبت منذ فترة طويلة هنا، بأننا حتى اليوم وبعد أكثر من عقد من بدء المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حفظه الله، مازالت بعض الدول عبر مؤسساتها وحتى شعوبها لا تعرف أن البحرين فيها حياة ديمقراطية، وأن فيها برلماناً منتخباً، وأن فيها مجلس للمرأة، وأن المرأة البحرينية تقارع الرجل بقوة في المناصب والإنجازات، بل وأن لدينا مؤسسات لحقوق الإنسان، وقوانين تحفظ حقوق الإنسان، وقوانين تنظم العمل السياسي وحراك الجمعيات السياسية، وغيرها من منجزات مازالت غائبة عن الكثيرين، والذين حين تسرد لهم كل هذه الأمور تكتشف أنهم يجهلونها البتة.
لذلك نتمنى أن يكون هذا المركز بداية «انتفاضة» حقيقية للعمل الإعلامي الحكومية يعزز من مكتسباته ويقويه وينهض به ويرفع من مستواه إلى الدرجة الاحترافية التي تليق بما حققته مملكة البحرين من إنجازات عديدة، والأهم أن يكون خط دفاع إعلامي قوي عن بلادنا العزيزة.
وفق الله الجميع لإنجاح هذا المشروع، ومنه إلى خطوات أقوى وأعلى فيما يتعلق بإعلامنا الوطني.
خليفة بن سلمان رجل «المواقف»
رجل الدبلوماسية العربية الرائع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، والذي نعتبره خير خلف لخير سلف، بعد رحيل «المحنك» سعود الفيصل، قال عن الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء كلاماً لا يقال إلا عن الرجال المحنكين الخبراء.
الأمير خليفة بحنكته وخبرته «عزز» العلاقات السعودية التايلندية وقادها في اتجاه جديد قوي، والإيجابي تجاوب الطرفين احتراماً لمكانة رئيس وزرائنا وثقة به.
خليفة بن سلمان رجل يقرأ الواقع بحكمة، ويستشرف المستقبل السياسي بذكاء، وهو اليوم يمضي بقوة في ربط وتعزيز القوى الآسيوية ويمد جسور التعاون بين الجميع.
حب المملكة العربية السعودية في قلب خليفة بن سلمان أمر مختلف، في كل مجلس نحضره لا ينفك سموه عن ذكر الشقيقة الكبرى وذكر قادتها بأطيب الكلام، هو يضع الرجال الكبار في مقامهم الرفيع المستحق، وهو المقدر الأكبر لموقف السعودية من البحرين، بالتالي إن كنا نتحدث عن وحدة واتحاد حقيقي قوي متحقق فإن البحرين والسعودية ومعهم الإمارات العزيزة هم أساسه وصلبه.
شكر الله جهود الأمير، وثبت قادة دولنا على طريق الحق والوحدة دفاعاً عن مصالح الأمتين العربية والإسلامية.