بعد مضي قرابة 15 عاماً على أحداث 11 سبتمبر 2011 نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية تثير هذا الملف بطريقة غريبة جداً، سواء من ناحية التوقيت أو الكيفية التي يدار من خلالها هذا الملف الغامض، بل هناك اليوم بعض الأصوات داخل البيت الأمريكي تطالب بكشف الحقيقة الخاصة بأحداث سبتمبر لما تعتري هذه الحادثة من ملابسات وغموض ربما يسقط كل القضية حيث يعتقد بعض المحللين العسكريين والأمنيين أن هذه الحادثة تعتبر من أقوى أكاذيب القرن، إذ يعتقد هؤلاء أن كل ما جرى في ذلك اليوم لا يتعدى أن يكون خرافة سياسية وأمنية لتوريط جهات بعينها، كما كان ذلك جلياً وواضحاً في اتهام العراق بامتلاكه أسلحة نووية وجرثومية وغيرها كغطاء شرعي لغزوه، ليكتشف العالم بعد ذلك أنه لا وجود لكل هذه الأسلحة وبقية الأوهام.
هل حان وقت المساومة على ملفات تتعلق بالمال والسلاح لابتزاز بعض الدول ليتم توظيف هذه الحادثة في قضايا المصالح الغربية والأمريكية؟ ولماذا يتم فتح هذا الملف على مصراعيه في هذا التوقيت تحديداً دون بقية الأوقات الأخرى؟ ولماذا أيضاً يتم فتح هذا الملف المشبوه في ظل كل هذه الإرهاصات السياسية والعسكرية التي تشهدها المنطقة؟ ولصالح من يوظف هذا الأمر حين يطرح بهذا المستوى في صورته الحالية؟ أسئلة يجب إعمال العقل السياسي فيها والإجابة عليها بتجرد دون الدخول في عواطف السياسيين وأصحاب المصالح الذين مازالوا يتشبثون بمبدأ العلاقات الحسنة والصداقات التاريخية بين البلدين!
يجب على العالم أن يعرف حقيقة ما جرى في ذلك اليوم الغامض، بل من حق الدنيا أن تعرف تفاصيل ما جرى إضافة إلى حق الشعوب في أن تعرف سبب توقيت طرح هذا الملف دولياً ومحاولة اتهام دول بعينها لابتزازها أو الدخول معها في مساومات تشبه مساومات عصابات «المافيا» لكن بنكهة أممية. إن عدم الإجابة عن الأسئلة الكبرى فيما يتعلق بأحداث 11 سبتمبر يعطينا انطباعاً صريحاً أن هناك مناطق غامضة في هذا الملف الذي يتم تداوله بين الدول الكبرى لا يراد الكشف عن حقيقته أمام العالم، ويساهم هذا الغموض في أن تتسرب بعض الشكوك المشروعة إلى أفئدة الدول والشعوب التواقة لكشف ملابسات أغرب قضايا العصر التي لو تمت قبل عصر العلم والمعلومة لقلنا حينها أنه يمكن لأمريكا أن تضحك على الجميع، أمَّا أن تجري حادثة بحجم حادثة هجمات سبتمبر دون معرفة الفاعل الحقيقي وراءها في عصر الصورة والمعلومة اليقينية فإن علامات التعجب والاستفهام ستظل قائمة في أذهاننا كلنا، يا سادة العالم المعاق.