«لا يجب أن نترك السعودية وحدها، لا بد أن نفعل شيئاً حتى لو كان أضعف الإيمان ليصل صوت شعب البحرين لا حكومتها فقط، لا بد أن نقول للسعودية لستِ وحدكِ، الشعب البحريني معكِ، فهذه الدولة أفضالها على الكل».
هكذا بدأ بوحمد رجل الأعمال البحريني الأخ عارف جمشير اتصاله، ثم طلب أن أعلن على لسانه أنه مستعد أن يخصص 50 ألف دينار لأي محامٍ أو مجموعة محامين لرفع قضية على الولايات المتحدة الأمريكية لمحاسبتها على ما اقترفت يداها في حق شعوبنا، لا بد أن نتحرك أن نفعل شيئاً، لا نكتفي بالدعم المعنوي والشفهي، السعودية لم تبخل علينا يوماً، والبحرينيون أصحاب شهامة لا يمكن أن ينسوا أصحاب الفضل.
«إن كان الأمر يستدعي تحريك دعوى في البحرين تمثلاً بـ»الجاستا» الأمريكية فليكن، إن كان الأمر يستدعي تحريك الدعوى في أي دولة يسمح قانونها بمثل ما سمح «الجاستا» فليكن، إن كان الأمر يستدعي رفعها في السعودية أيضاً فليكن، المهم أن نتحرك، وأنا جاد وضعي اسمي رجاء».
كان هذا الحديث منذ الأيام الأولى لخبر إقرار الكونغرس الأمريكي قانون الجاستا، وعدته خيراً وانشغلت ولم أتوقع أن يتصل من جديد أمس ليقول إنهما الآن اثنان من رجال الأعمال البحرينيين وليس وحده ويأمل أن تتسع الدائرة وتكبر ويزيد العدد!
الأمر جدي إذاً وليس حماساً وقتياً واندفاعاً لغضبة عروبية خليجية نتيجة الشعور بالغضب من هذا الطغيان الأمريكي وانعدام الإحساس بقهرنا.
الأمر جدي لأني أعرف الأخ بوحمد منذ عام 1999 حين استجاب لنداء وجهته في مقال في صحيفة الأيام لإنقاذ الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة بمركز يرعاهم، وكانت فئة الشباب حين ذاك بلا رعاية من الدولة، فاتصل وقال لي بالحرف أذكره «آمري ماذا تريدين وأنا ومعي الأخ سامي جلال على استعداد لفعل أي شيء لهم» ومنا نحن الثلاثة تشكلت نواة صغيرة لمركز يخدم ذوي الإعاقة الشديدة من فئة الشباب، عملنا لمدة أربع سنوات، من بعد كتابة ذلك المقال، عملاً دؤوباً متواصلاً حتى تخلق جنين الفكرة وولد وتم افتتاح مركز الرحمة عام 2003، ومازال يعمل ولله الحمد واستمر الأخ بوحمد في عضويته لمجلس الإدارة حتى الآن لم يكلّ ولم يملّ، ذهب أعضاء وتعب أعضاء وهو ملتزم باقٍ لم يتخلَّ عن مسؤوليته، لذا أعرف تماماً مدى جدية والتزام هذا الرجل، وأعرف أنه لا يهدف لشهرة أو لأضواء، فالالتزام في تحمل مسؤولية مركز لذوي الإعاقة الشديدة في الظل بعيداً عن الشهرة طوال 17 عاماً هو اختبار للمصداقية والجدية لا يزايد فيهما أحد عليه ومثله و»شرواه» الأخ سامي جلال معه، و»لا هانوا» بقية الأعضاء وعلى رأسهم الأخ العزيز رشيد المعراج، جميعهم مستمرون حتى اللحظة في رعاية هذا المركز وتحمل مسؤولية أمانته، إنما أشير إلى أصحاب البدايات ومن استمر منهم، تعبت أنا بعد خمسة عشر عاماً ولم يتعبوا هم.
هكذا البحرينيون على فكرة، أهل فزعة حين «تنتخيهم» لأي فعل به شهامة، وهذا ما لا يعرفه الأمريكيون ولا يستوعبونه. هم لا يعرفون أننا حين نقول البحرين والسعودية جسد واحد المسألة ليست عاطفية بل هي واقع وحقيقة، وأن البحريني وإن كانت إمكانياته أقل إلا أنه جاد وملتزم بقضاياه ومعتز جداً بعروبته وبانتمائه للخليج العربي.
الأخ عارف جمشير معروف في السوق ومن أراد التواصل معه لتفعيل مبادرته من بحرينيين أو خليجيين أو سعوديين فليتحرك ويد الله مع الجماعة.