يطل المذيع على الشاشة ليقدم نشرة موجزة للأخبار، ويبدأ بالعناوين فيقول: مصر تغيث ضحايا المجاعة في أوروبا، القاهرة تفوز بجائزة أجمل مدن العالم، لاجئون أوروبيون يتسللون لمصر بحثاً عن فرص عمل وحياة أفضل. وفي الأخبار الاقتصادية: استمرار صعود سعر صرف الدينار العراقي ليساوي 486 دولاراً، واليمن تُقدم قرضاً للبنك الدولي، وبدء تشغيل شركة الطيران الفلسطينية».
مصر تغيث جوعى أوروبا
وبعد الفاصل يعود المذيع ليقول: «إليكم التفاصيل: نبدأ بخبرنا الرئيس من القاهرة، حيث وصل الرئيس الامريكي الأسبق هيربرت هوفر في زيارة تستغرق عدة أيام يلتقي خلالها كبار المسؤولين ليطلب من مصر أن تقدم مساعدات إنسانية لإغاثة الجوعى في القارة الأوروبية». ويضيف المذيع: «سننتقل في نشرتنا القادمة المفصلة إلى مراسلنا في القاهرة ليطلعنا على مزيد من التفاصيل وحجم المساعدات المصرية إلى أوروبا، ومن الدول التي ستسفيد منها».
لاجئون أوروبيون يتسللون إلى مصر
وبعد فاصل يعاود المذيع الظهور ويقول: «قوات خفر السواحل في جنوب البحر الأبيض المتوسط قد أوقفت مجموعة قوراب تحمل مهاجرين غير شرعيين قادمين من أوروبا باتجاه السواحل المصرية، وخاصة مدينة الإسكندرية. وبعد استجواب السلطات للمهاجرين الأوروبيين قالوا: إنهم يحاولون الوصول إلى مصر بحثاً عن فرص عمل وحياة أفضل».
القاهرة أجمل مدن العالم
وينتقل المذيع إلى الخبر التالي في النشرة الموجزة قائلاً: «ما دمنا في مصر نبارك للقاهرة فوزها بجائزة أجمل مدن العالم. حيث أُعلن عن حصول العاصمة المصرية على هذه الجائزة الدولية في احتفال رسمي، وقد نافست القاهرة كبريات المدن، في كل القارات، وانتزعت الجائزة بكل جدارة. وقال مراسلنا الذي حضر حفل الإعلان عن المدينة الفائزة بالجائزة، إنه لم تكن هناك عاصمة أخرى تقترب نقاطها من النقاط التي حصلت عليها العاصمة المصرية. وأضاف أن المسؤولين في العواصم الأوروبية الكبرى، مثل لندن وباريس، يتباهون بأنهم يقلدون القاهرة، في كل شيء».
الدينار العراقي يساوي 486 دولاراً
ثم تأتي شارة النشرة الاقتصادية، ويطل مذيع آخر، تبدو على محياه ابتسامة عريضة ويقول: «أهلاً بكم في النشرة الاقنصادية التي تحمل أخباراً سارة للعالمين العربي والإسلامي. حيث جاءنا للتو من الأسواق المالية أن سعر صرف الدينار العراقي قد ارتفع، أمام الدولار، وأصبح الدينار العراقي الواحد يساوي 486 دولاراً أمريكياً. وعزا الخبراء هذا التطور إلى أن غطاء الدينار العراقي من الذهب يعادل مثقال ونصف قيمته».
اليمن تُقرض البنك الدولي
ويضيف المذيع قائلاً: «قدمت اليمن إلى البنك الدولي قرضاً بقيمة 2.5 مليار دولار، على أن يستخدمها البنك في تقديم القروض الميسرة الى الدول الفقيرة والمتعثرة اقتصاديا، وتلك التي تعاني شعوبها من ويلات الحروب».
بدء تشغيل شركة الطيران الفلسطينية من مطار اللد
ثم ينتقل المذيع الى الخبر الأخير في الموجز الاقتصادي ويقول: «أُحتفل بمطار اللد في فلسطين ببدء تشغيل شركة الطيران الفلسطينية. وذكر مسؤولو الشركة أن الطيران الفلسطيني سيقدم خدماته للمسافرين إقليمياً ودولياً، بأسطول من أحدث الطائرات المتوفرة في العالم». ثم يظهر المذيعان معاً ليختما النشرة الموجزة ويقول المذيع الرئيس: إلى اللقاء في النشرة المفصلة في العاشرة مساء».
المفاجأة
ما نقلته لكم، أيها القراء الأعزاء، ليس ضرباً من الخيال، بل هو واقع غير بعيد، وأخبار حقيقية من عهود قريبة. وإليكم تواريخ هذه الأخبار: فخبر «مصر تغيث الجوعى في أوروبا» يعود إلى عام 1946، قبل 70 عاماً، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث استقبل الملك فاروق، ملك مصر والسودان آنذاك، في قصر عابدين، الرئيس الأمريكي الأسبق هيربرت هوفر، المبعوث الخاص من الرئيس الأمريكي في حينه هاري ترومان. وكان هوفر يحمل لقب «سفير الطعام»، واستهدفت جهوده «منع المجاعة» بعد الحرب. وقد استعدت مصر لتقديم معونة غذائية كبيرة لكل من اليونان وإيطاليا. كما يعود خبر «لاجئون اوروبيون يتسللون الى مصر» الى نفس العام 1946. أما خبر «القاهرة أجمل مدن العالم» فيعود إلى عام 1925، قبل 90 عاماً. ويعود خبر «الدينار العراقي يساوي 486 دولاراً» إلى عام 1932، قبل 84 عاماً. ويعود خبر «اليمن يُقرض البنك الدولي» الى منتصف السبعينات، قبل 40 عاماً. أما خبر «بدء تشغيل شركة الطيران الفلسطينية من مطار اللد» فيعود الى العام 1934، قبل 82 عاماً.
لا حول ولا قوة إلا بالله. «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم». نوماً هنيئاً...! وتصبحون على خير...!
* إعلامي أردني