هاتفتني إحدى خريجات قسم الفنون والتي يجب أن تكون قد تم توظيفها قبل 11 عاماً من اليوم بإحدى مدارس وزارة التربية والتعليم لتقول لي بكل حرقة «هل يمكنك أن تتناول مشكلتي في صحيفتكم حتى لو كان ذلك مقابل عائد مادي؟».
تقول القصة الحقيقية إن إحدى المدارس الابتدائية للبنات حين طلبت من وزارة التربية والتعليم تزويدها بمعلمة فصل بسبب النقص الشديد لديها قامت الوزارة بتوظيف معلمة غير بحرينية، وأرسلتها لتلك المدرسة، ليست هذه المصيبة، بل المصيبة الكبرى حين اكتشفت إدارة المدرسة أن تخصص هذه المعلمة «فنون» وليس نظام فصل، في الوقت الذي مازالت هنالك أكثر من 60 من معلمات الفصل يحملن الجنسية البحرينية عاطلات عن العمل!
نعود لما بدأنا به موضوعنا هذا، أخبرتُ الفتاة البحرينية العاطلة عن العمل منذ نحو 11 عاماً بأنني أكتب عن قضايا المواطنين دون مقابل، ومن جهة أخرى أقول لوزارة التربية والتعليم، انه إذا كان يجوز للوزارة أن تقوم بتوظيف غير البحرينيات لبعض التخصصات التي لا علاقة لهن بها على الإطلاق أليس من الأحرى أن تقوم بهذا الإجراء مع العاطلات البحرينيات؟ ألم يكن بمقدور التربية أن توظف هذه الفتاة العاطلة عن العمل منذ أكثر من عقد من الزمان كما فعلت بكل راحة ضمير مع المعلمة العربية؟
كتب أحد الزملاء أكثر من ثلاث مقالات حول مشكلة هذه الفتاة البحرينية المشرَّدة عن العمل دون أن تعيره التربية والتعليم أي اهتمام، وقبل نحو شهرين أرسلتْ فتاتنا البحرينية رسالة إلى وزير التربية والتعليم تشرح فيها مأساتها لكن حتى هذه اللحظة لم يأتها الجواب. نحن على ثقة أن التربية «ستطنش» هذه الفتاة «وستطنش» ما نكتبه، لأن تجربتنا الشخصية مع هذه الوزارة في هذا الخصوص سيئة للغاية، لكننا نكتب من زاوية واجبنا الوطني وحرصنا على المهنية الشديدة في متابعة قضايا المواطنين وما يحملونه من هموم، كما أن ما نكتبه ينبع من إرادة صادقة من طرف مكتب سمو رئيس الوزارء الموقر الذي يشجعنا للتطرق لقضايا الناس، وحرص سموه على أن يجد أبناءه في مكانهم الصحيح، لكن يبدو أن التربية ليست في وارد ذلك كله، فلها مسلكها الخاص في قضايا متابعة مشاكل المواطنين ومعالجتها ذلك بالطريقة غير القانونية.
وزير التربية والتعليم، أنت المسؤول الأول عن أبنائك الخريجين وأنت المسؤول عن متابعة شؤونهم قبل غيرك، فهل نظرت لقضية هذه الفتاة التي مازالت تنتظر ردكم حول توظيفها الذي شابه الكثير من الغموض دون معرفة مصيرها؟