من القلب
من المؤسف أن تتحول بعض التقنيات إلى نغمة وأداة قد يندب المرء حظه فيها لسوء استخدم هذه التقنية، ومثلما يقال فإن التقنيات الحديثة سلاح ذو حدين، بل إن «كل شيء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده» للأسف الشديد.
مع بداية انتشار الهاتف المحمول في المجتمعات، وبدءاً من مرحلة تنزيل تطبيقات المحادثة ونشر الرسائل النصية بالإمكانيات البسيطة، انشغل الناس بهذا الجهاز السحري الذي تملك قلوب مستخدميه، وكان بداية لبعض المشاكل الأسرية خصوصاً بين الأزواج نظراً لانشغالهم غير المنقطع بالمحادثات والرسائل النصية، فأصبح بعض الأزواج لا يتركون أجهزتهم إلا عندما ينامون، وكان البعض يقول إنه يمكن أن يستغني عن شريك حياته ولكن لا يستغني عن جواله أو هاتفه النقال، بالتأكيد هذا الانشغال بالهواتف والبرود كاست أدى إلى فتور في العلاقات الأسرية وتطورت إلى مشاكل وانتهت بعض العلاقات بالطلاق، ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي أصبح الناس أكثر انشغالاً بهذه المواقع، فالبداية كانت مع «فيسبوك» وتوالت بعد ذلك المواقع الأخرى، ومع انتشار موقع جديد يبدأ الناس التركيز عليه، مهملين بذلك الموقع القديم أو السابق، وهكذا...، ومع ظهور الـ«سناب شات» وتقبل بعض المجتمعات والأسر له أصبح مستخدموه أو الـ«سنبرز» جزءاً مهماً من حياتهم، وبداية مشوارهم اليومي، فقد أصبح التطبيق، الموقع المفضل لدى معظم الناس في جميع دول العالم، لتنوع الأشخاص الذين يتابعونه، فهناك «سنبات» للإفادة والمعلومة من ذوي الاختصاص، وهناك «سنبات» خاصة بين الأهل والأصدقاء فقط، ومنهم «سنابات» خاصة لمسوقين لبعض المنتجات التجارية والأفكار الإيجابية، بمعنى آخر، هو اقتحام عالم أشخاص تعيش معهم لحظة بلحظة ويكون التفاعل جزءاً مهماً في هذه المشاركة، ولكن من المؤسف أن يصبح هذا الموقع سلاحاً سلبياً يهدم الأسر، مثلما حدث لفتاة عربية طلقت بعد ساعات من زواجها بسبب نقضها للوعد مع زوجها واشتراطه عدم استخدام عروسه للموقع، وآخر أساء استخدامه للتطبيق عندما تلفظ بعبارات الطلاق لزوجته. أما بالنسبة للمشاهير، فحياتهم لم تعد ملكاً لهم بل ملكاً لجماهيرهم، فيوميات المشاهير ما هي إلا خارطة واضحة لكل من يتصيد لهم، ويسجل كل حركاتهم، مثلما حدث للممثلة الأمريكية كيم كاردشين التي تعرضت للسرقة، ومن ثم أثرت عملية السرقة على حياتها وتصرفاتها بعد ذلك، أما المهرة البحرينية فقد «زعلنا» جداً لحالها وندعو الله أن تتيسر أمورها، فما تعرضت له ليس بالأمر الهين، ولكنها تصاريف القدر، الحمد لله.
عموماً مثلما ذكرت سابقاً، إن الـ«سناب شات» سلاح ذو حدين ونحن نستطيع أن نستخدم الحد الذي يناسبنا، نستطيع أن نهدم ونستطيع أن نبني، ونستطيع أن ننشر الخير أو الشر، أو نكون واجهة جميلة وإيجابية أو واجهة سلبية، كما أننا وفي أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي سفراء حقيقيون لأوطاننا ولمجتمعنا، والوطني دائماً خير من يمثل بلده أينما يكون.
* من القلب لفنان
العرب محمد عبده:
جميل أن يعتلي مسرح البحرين الوطني، العملاق والأسطورة، الفنان الخليجي فنان العرب محمد عبده، قامة مثل هذا الفنان الخالد يجب أن يتواجد دائماً في احتفالات البلاد الوطنية، وهو مكسب بالتأكيد للسياحة في البحرين، وبالرغم من أن تذاكر حفلته باهظة، لكن هيئة البحرين للثقافة والآثار أوضحت أن ريع هذا الحفل سيكون لأنشطة المسرح الوطني، وهذا نوع من المساهمات المجتمعية لمحبي هذا النوع من الثقافات، وأنا على يقين بأن الحضور لحفلة الفنان محمد عبده سيكون فوق التصور كما الحفلات السابقة التي أحياها في كل بلد، أهلاً بفنان العرب محمد عبده دائماً في بلده البحرين وبين محبيه.