نشرت صحيفة «المسار» الإلكترونية مؤخراً حواراً مع رئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي، قالت فيه إن عاصفة الحزم والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وتوحّد المقاومة في سوريا دفعت نظام الملالي في طهران إلى زيادة قوات الحرس الثوري إلى ما لا يقل عن 70 ألف مقاتل، وأكدت أن المقاومة الإيرانية تسعى إلى تنظيم وتوسيع نشاطاتها وشبكاتها الداخلية في ظل تغيرات ملحوظة في الداخل الإيراني، منها تصاعد النقمة الشعبية والركود الاقتصادي العميق وحجم البطالة الذي وصل إلى نحو عشرة ملايين عاطل، الأمر الذي أدى إلى فقد النظام الحاكم قدرته على احتواء مشكلات المجتمع بسبب تورطه في الحروب داخل المنطقة وبسبب الصراعات الداخلية.
رجوي قالت أيضاً إن «مجاهدي خلق» تسعى جاهدة من أجل تهيئة الظروف لمحاكمة زعماء النظام بتهمة ارتكاب مجازر بحق ثلاثين ألف سجين سياسي وتعذيب وإعدام عشرات الآلاف، وأنها تعمل باجتهاد لإقناع الأطراف الخارجية بأن مساومة النظام لن تؤدي إلى تغيير سلوكه وتخليه عن تصدير الإرهاب والتطرف، بل بالعكس تشجعه على التمادي في القيام بمزيدٍ من إذكاء الفتن والإرهاب في المنطقة والعالم وممارسة مزيدٍ من القمع بطرق أكثر همجية داخل إيران، لافتة إلى أن خامنئي كان يأمل أن يخرج الاتفاق النووي نظامه من الأزمة لكنه أدخله في مأزق أكبر، ومؤكدة أن النظام الإيراني بدأ مساعيه قبل ربع قرن للحصول على البرنامج النووي بهدف الحصول على القنبلة النووية لمنع انهياره وضمان بقائه.
رجوي أكدت أيضاً أن النظام الإيراني يعاني من مشاكل كثيرة في الداخل وأن الاحتجاجات الشعبية في تصاعد خصوصاً أن الاتفاق النووي لم يؤدِّ إلى تحسن الوضع الاقتصادي، ودعت المجتمع الدولي والحكومات في المنطقة إلى تشديد المراقبة على نشاطات النظام النووية لأنه «لا يمكن الثقة باتفاقيات مع النظام الإيراني إطلاقاً».
رجوي قالت أيضاً لـ «المسار» إنها تهدف إلى إسقاط نظام «ولاية الفقيه» وإقامة «إيران الديمقراطية» وإزالة كل الأعراض السياسية والأخلاقية والاقتصادية لهذا النظام وتحقيق الإعمار والتطور والرفاه وبناء إيران مسالمة وغير نووية تربطها علاقات ودية وأخوية مع كافة جيرانها والدول الإسلامية والعربية، شارحة أن نظام الملالي سيطر على ثروات البلاد ووضعها بيد الحرس الثوري وغيره من المؤسسات العسكرية والأمنية وصرف العوائد على القمع الداخلي والإرهاب وإثارة الحروب في المنطقة، خاصة في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وأن عملية السرقة والاختلاس والرشى والتهريب من قِبَل السلطة الحاكمة بلغت حدًّا مدهشاً بينما كثرت عمليات الإعدام ضد المعارضين الإيرانيين وخاصة من السُّنة والأكراد، معتبرة هذا دليلاً على خوف النظام من حالة الاحتقان التي وصلت إلى حد الانفجار في المجتمع الإيراني، وقالت إنهم بهذه الإعدامات يحاولون صناعة جدار من الخوف لتركيع المجتمع الناقم عليهم في ظل مؤشرات تؤكد رغبة الشعب الإيراني في التغيير.
رجوي قالت أيضاً إن النظام الإيراني يأمل بهذه السياسة احتواء الأزمات التي يشعر بها الشعب الناقم داخل إيران معتقداً أن نشاطه السلبي في الخارج سيعطيه مساحة للسيطرة على الداخل، فـ «تدخل النظام الإيراني في دول المنطقة هو انعكاس للضعف الداخلي ومحاولة إيجاد قنوات خارجية لإعادة إنتاجه بشكل برّاق يوهم الداخل والخارج بقوة النظام وفاعليته وديناميكيته»، منبهة إلى أن هذه السياسة التي ألحقها النظام بالثروات الإنسانية والمادية لدول المنطقة غير مسبوقة في التاريخ الحديث وأن أحد تجلياتها خلق بيئة حيوية لظهور «داعش» وتمدّدها أفقياً ورأسياً. مريم رجوي دعت المجتمع الدولي ودول المنطقة إلى الوقوف بحزم في وجه هذا النظام «الذي يجتهد بممارساته هذه في إطالة عمره»، شارحة أنه إذا وجد نظام إيران موقفاً صلباً من المجتمع الدولي أو من دول المنطقة فإنه سيبدو قزماً ضئيلاً.