المتتبع للأحداث الأخيرة يدرك أن الخليج العربي جزء أساس ومحوري بشأن ما تقوم به الدول العظمى كأمريكا ووروسيا حول التخطيط لتنفيذ المشروع الأمريكي التقسيمي الذي أعلنه الرئيس الامريكي السابق جورج بوش بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، لكن السؤال الهام، كيف سيعبر الخليج العربي موجة المشروع التقسيمي؟
للاجابة على ذلك، نشير الى ان البعض يرى أن الخليج العربي قوة قد بدأت تضعف، وأن قوته الوحيدة كانت النفط، وغير ذلك فإن الخليج ليس له قيمة من دون المال، فيما يؤكد آخرون أن الخليج العربي يمثل نقطة الاتزان بالعالم، وبوجود الخليج بهذه الكيفية سيعطي التوازن بين الغرب والشرق.
إلا أن السياسيين العاملين في القطاعات الدبلوماسية غير الخليجية يمارسون نقطة الرجعة مع العلاقات الخليجية، كون أن الدول المسيطرة على العالم اتفقت على تقسيم الخليج العربي.
ولاشك في أن الأزمات التي تمر بالمنطقة ليست تجربة جديدة على الخليج العربي، فالحروب التي جرت جعلت دول الخليج تدرس مجموعة مصائر بينها التقسيم والتشتت، وبالتحديد خلال الحرب العراقية الإيرانية، والغزو العراقي للكويت، وموجة الربيع العربي، والتي أسفرت عن ظهور تيارات «تابعة» وليست تيارات وطنية مستقلة.
وهنا نقول للمشككين، إن الخليج العربي لن يمر سالماً من موجة التقسيم، فما تقوم به المملكة العربية السعودية ليست أعمالاً اعتيادية بل هي أعمال استثنائية لوقف هذا المشروع، فهي تتحالف بطريقة مدروسة، فالتحالف السعودي والذي تبعه الإماراتي مع تركيا، هذا المحور قد يغير موازين العالم، كما أن الخليج في بيته الداخلي ليس في خلاف بل في اتفاق على أن مواجهة التقسيم يتطلب مجموعة كبيرة من التضحيات حتى لو اضطرت إلى أن يكون ذلك على حساب قاعدة «من ليس معنا فهو ضدنا»، لأن هذه المرحلة لا تقبل التنازل عن أمن واستقرار المنطقة.
كما أن المشروع الأمريكي للتقسيم استند الى التحالف بشكل واضح مع إيران كونها الذراع الأول لتنفيذ المخطط في الخليج، وما لا يعلمه الأمريكيون أن الميليشيات الإرهابية التابعة لإيران قد ضعف وجودها بشكل ملحوظ، خاصة بعد أن كشفت جميع مخططتها المستهدفة لزرع الفتنة والفرقة بين أبناء الوطن والخليج.
الخليج العربي ومنذ القدم كان محط أنظار العالم، فشهد الأطماع الأوروبية واليوم يشهد الأطماع الأمريكية الصهيونية، لإضعاف راية الإسلام في العالم، فالمشروع التقسيمي لا يستهدف نهب الثروات فقط، بل هو ايضا تقسيم عقائدي ديني بحت، بعيداً عما تنشره وسائل الإعلام الأمريكية والتصاريح الرسمية بأن مشروع التقسيم هو مشروع الحرب على الإرهاب، ورأيي في هذا الموضوع أن العالم قد يدمر نفسه بنفسه، في فوضى المصالح المتشعبة، ما بين دول تحاول فرض سيطرتها ودول تحارب لتحقيق أهدافها العقائدية، ولا يهمها إلا أن تفرض عقيدتها المريضة التي ليس لها أساس على أرض الواقع، فالخليج العربي أرضيته صلبه جداً فهو يمتلك العقيدة ومقومات لا تملكها دول أخرى، وهي أن لديه شعوباً واعية لكل ما يحاك ضدها من مؤمرات لتكون دولهم تحت تصرف دول مريضة بعقيدتها وبسياساتها، وبالتالي فان قادة دول الخليج العربي سيتخذون قرارات مصيرية ومحورية بالقريب العاجل لبقاء الكيان الخليجي ضمن الخارطة المؤثرة والمتحكمة بمصير شعوب العالم.
* زاوية محلية:
وردتني بعض الملاحظات من قبل مجموعة من العاطلات عن زيادة نسبة توظيف الذكور في الشركات والمؤسسات حتى لو كانوا أقل مهارة وخبرة منهن، فنتمنى أن تحقق وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والمجلس الأعلى للمرأة في نسب التوظيف في الشركات والمؤسسات وإلزام الشركات بنسبة من توظيف العمالة الوطنية من الإناث.
* رؤية:
البعد أحياناً عن بعض الأصدقاء يولد المحبة، ولكن لحظات الفراق فيها ستكون هي خط الرجعة لنقطة البداية.