نجحنا بامتياز في استضافة وتنظيم نهائيات كأس أمم آسيا لكرة القدم للشباب تحت 19 سنة وأحبطنا على الصعيد الفني بضياع فرصة التأهل إلى نهائيات كأس العالم التي ستحتضنها كوريا الجنوبية العام القادم رغم أن هذه الفرصة الذهبية كانت في متناول أيدينا في مواجهتنا مع المنتخب الفيتنامي – الحلقة الأضعف بين المنتخبات الثمانية التي تأهلت إلى الدور ربع النهائي – وكان عزاؤنا الوحيد في هذا السيناريو المتناقض هو فوزنا بمنتخب متجانس يدعو إلى التفاؤل بمستقبل واعد في حال استمرت درجة الاهتمام التي حظي بها طيلة الفترة الماضية وهنا مربط الفرس!
هذا هو ملخص السيناريو الذي انتهت عليه البطولة الكروية الآسيوية الأولى على أرض مملكتنا الغالية وهذا هو السيناريو الذي يجب على اتحاد كرة القدم أولاً ومن يدعمه من مؤسسات رياضية رسمية وخاصة ثانياً أن يضعوه في اعتباراتهم لبناء منتخب المستقبل ليحل محل المنتخب الحالي الذي بدأت تبرز على ملامحه تجاعيد الشيخوخة!
لا نريد أن نجعل من إخفاقنا في التأهل إلى نهائيات كأس العالم نهاية لهذا الجيل الكروي الواعد ولا نريد أن نتجاهل توجيهات القيادة الرياضية الداعية إلى رعاية هذا الجيل والاهتمام به ومواصلة خطط إعداده ليتدرج من مرحلة الشباب إلى مرحلة الأولمبي ومنها إلى مرحلة الكبار ليعيد للكرة البحرينية هيبتها ومكانتها على الخارطة الآسيوية ويجدد الطموح المونديالي الذي ضاع من بين أيدينا مرتين متتاليتين في عهد الطفرة الكروية الحديثة التي شهدتها الكرة البحرينية في مطلع الألفية الثالثة..
الكرة الآن في ملعب اتحاد الكرة بغض النظر عن هوية المجلس الإداري القادم سواء تكررت الوجوه الحالية أم تغيرت فهذا المنتخب الواعد يجب أن يسير في نفس النهج الذي بداه مع ضرورة تقييم المرحلة الماضية تقييماً علمياً واقعياً بعيداً عن العواطف والمجاملات وبعيداً عن كل الاعتبارات الشخصية ما دمنا نتحدث عن مستقبل كرة القدم البحرينية على مستوى التمثيل الخارجي، وهنا لابد من الاستعانة برأي اللجنة الفنية الاستشارية وبقية المختصين في الشأن الفني والاستفادة من خبراتهم المتراكمة.
لا نريد أن يتكرر ما حدث للمنتخب الأولمبي بعد فوزه باللقب الخليجي قبل ثلاثة أعوام وما أعقب ذلك من توجيهات عليا لم يتم تنفيذها لينتهي أمر ذلك الفريق الذي لم نر من بين نجومه من يرتدي شعار المنتخب الوطني إلا لاعباً أو لاعبين!
نتمنى أن تكشف لنا الأيام القادمة معالم خارطة الطريق الجديدة لمنتخباتنا الكروية عامة ومنتخب الشباب بصفة خاصة ونأمل أن يتم ذلك قبل موعد الانتخابات القادمة.