التصريح الذي أدلى به لوكالة أنباء البحرين «بنا» المقدم محمد حمد المري بقوة الأمن الداخلي لدولة قطر «لخويا» المشاركة في التمرين الأمني المشترك «أمن الخليج العربي 1» تضمن مجموعة من الأمور المهمة والمهم التركيز عليها وتأكيدها، وأولها أن دول مجلس التعاون الخليجي تواجه تحديات كبيرة الكل يراها ويلمسها، وثانيها أن الوطن الذي لا نحميه لا نستحق العيش فيه، وثالثها أن الرسالة الموجهة من خلال هذا التمرين واضحة والكل يفهمها ويدركها جيداً. كان لافتاً في التصريح أيضاً تأكيده على أن «أي تحديات أو تهديدات تمس أمن البحرين لا تخص البحرين وحدها وإنما تمس دول مجلس التعاون بشكل عام»، وأن «من يستهدف البحرين فإنه يستهدف كل دول الخليج»، «فأمننا واحد ومصيرنا واحد»، وكان لافتاً كذلك ومهماً قوله إن «استعدادات دول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة تلك الأخطار والتحديات لن تتوقف على هذا التمرين فقط والذي يهدف إلى رفع الجاهزية والاستعداد لمواجهة أي خطر سواء في الوقت الراهن أو المستقبل ومواجهة التحديات».
نحن إذن أمام تطور مهم جداً ولافت بقوة ويبشر بأن الباب الذي ظل يستغله البعض ليلعب على المتناقضات طوال السنين الماضيات وسعى إلى استغلاله في الفترة الأخيرة على وجه الخصوص بفحش بالغ قد أوصد وأنه في طريقه إلى الإغلاق النهائي، فدول مجلس التعاون تبين لها بالدليل القاطع أن الثقة الممنوحة لبعض الدول وبعض الفئات ليست في محلها ولا تستحقها وأنه بناء عليه صار لزاماً العمل معاً لمواجهة كل محاولة للنفاذ من باب التناقضات والاختلافات ولمنع كل اعتداء عليها.
أمن دول مجلس التعاون الخليجي واحد، ومصير هذه الدول وهذه الشعوب واحد، لذا لا سبيل أمام هذه الدول لحماية أمنها وشعوبها – أو بالأحرى شعبها – سوى تحويل شعار «خليجنا واحد وأمننا واحد» إلى عمل وترجمته جيداً على أرض الواقع، فطالما أننا واحد، وأمننا واحد، والأخطار التي نواجهها واحدة، خصوصاً في هذه المرحلة المليئة بالتقلبات، والواضح فيها حجم السوء المراد بنا، لذا فإنه لا مفر من العمل معاً على مواجهة مختلف التحديات والاستعداد جيداً ورفع الجاهزية للتعامل مع كل طارئ وكل ما هو غير متوقع. ومن هنا يتبين أهمية هذا التمرين وأهمية قول وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة إن «تواجد شرطة خليجية مسلحة في موقع واحد وعملها بشكل مشترك لتنفيذ مهمة أمنية مشتركة في مكافحة الإرهاب يعد أعلى درجات التعاون الأمني».
ليس مهماً ما سيقوله ذلك البعض ومن يقف وراءه والمنظمات السياسية والحقوقية التي تسنده عن أهداف هذا التمرين وظروفه، وليس مهماً كل تفسير سالب تركز عليه الفضائيات «السوسة»، فما تسعى إليه دول التعاون في هذا الخصوص واضح وهو من حقها، وهو واحد من المطالب الشعبية التي تأخر تحققها.
اليوم تواجه دول التعاون مخاطر جمة، وتوفير الأمن واجب كل دولة، والأكيد هو أن هذه الدول لا تستطيع تحقيق الأمن لشعوبها منفردة حيث يتطلب الظرف التكتل والمواجهة الجماعية لكل التهديدات والتحديات، وليس التمرين الخليجي المشترك «أمن الخليج العربي 1» إلا البداية التي ستتلوها صور أخرى للتعاون بين دول مجلس التعاون، يتأكد من خلالها أن شعار «خليجنا واحد وأمننا واحد» قد تحول إلى عمل حقيقي يراه العالم كله ويرى نتائجه وآثاره.
التحديات التي تواجهها دول التعاون الست واحدة وكبيرة وما يمس أمن أي دولة منها يمس بالضرورة باقي الدول، ومن يستهدف واحدة منها يستهدفها كلها، والأمر الأكيد الذي ينبغي التركيز عليه كثيراً من الآن وصاعداً هو أن «الوطن الذي لا نحميه لا نستحق العيش فيه».