نقف بقوة مع قراءة «الخبير» سمو رئيس الوزراء حفظه الله للوضع الراهن، وما عبر عنه في مجلسه يوم أمس بشأن تطلعنا لقمة دول مجلس التعاون الخليجي التي ستحتضنها مملكة البحرين في ديسمبر.
نعم، نحن اليوم كلنا تطلع لأن تشهد قمة المنامة التي سيرأسها جلالة الملك حفظه الله ولادة «الاتحاد الخليجي» ليكون خطوة متقدمة ومتطورة لمجلس التعاون الخليجي، وليتحقق حلم الراحل الكبير الملك عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه، وهو الداعي لفكرة الاتحاد الخليجي.
وكما قال الأمير خليفة، نؤكد بأن خيارنا الأول والأخير يتمثل في «الوحدة»، وأن الاتحاد الخليجي هو الهدف الذي لا مناص منه، خاصة في ظل التطورات الحالية على المشهد العالمي.
ولو تتذكرون كلمة جلالة الملك في وقت سابق بشأن الوحدة والتعايش، وإشارته الصريحة لضرورة الوصول لصيغة صحيحة اليوم لتكاتف دول الخليج والعرب والمسلمين في مواجهة التحديات.
اليوم أي دولة ستقف منفردة في مواجهة هذه التحديات، والتي أغلبها استهدافات من جهات خارجية، فإن هذا الكيان الواقف منفرداً سيتعب وسيرهق شعبه وستتداعى منظوماته، لكن في منطقة الخليج العربي، وعبر البناء على ما أسسه مجلس التعاون الخليجي لعقود طويلة بين الأشقاء أجمعين، فإن عملية التكاملية ليست بتلك الصعوبة التي يظنها البعض.
اليوم أنت لا تحتاج في مقام أول للحديث عن عملة موحدة ولا حدود مفتوحة بلا ضوابط، بل أهم ما يجب أن تركز عليه يتمثل في منظومة الأمن الموحد، في حلم إنشاء الجيش الخليجي العسكري الموحد، في خطوة متقدمة ومتطورة تبنى على أسس قوات «درع الجزيرة».
الخليج العربي بدوله وشعوبه لا بد وأن يتحرك اليوم ككيان واحد، لا بد وأن تكون المواقف واحدة وثابتة، ولا بد أن يكون التكاتف والتعاضد عنواناً عريضاً صريحاً، من شأنه أن يجعل أي طامع أو مستهدف يعيد حساباته ويتردد إن كان يريد الإقدام على أي خطوة تستهدف وحدة الخليج.
شعوب الخليج العربي لديها تلك الروابط القوية، تمتلك المقومات الوحدوية التي تجعل عملية الانتقال للاتحاد مسألة سلسة وسهلة، والله يمكن أن نطبقها فور إعلانها لو كتب الله ذلك، ومن اللحظة نفسها.
انظروا اليوم كيف يتراجع الغرب عن أية سياسات تستهدفنا حينما فقط يرى تضامن الموقف الخليجي وتماسك أهل البيت الواحد، حينما تتمثل السعودية والبحرين والإمارات والكويت وقطر وعمان بموقف واحد، من ذا الذي يجرؤ بعدها على استهداف الخليج وتهديد أمنه؟!
جارة السوء إيران تعول دائماً على عمليات التفتيت وتشتيت المواقف، لذلك حراكها على الأرض يستهدف دائماً إثارة الفتن وشق الصفوف وإحداث القلاقل، عبر تشكيل الطوابير الـ5 وزراعة العملاء، السم القاتل الذي ستتجرعه إيران سيتمثل بهذا الاتحاد الخليجي الذي ستتحطم عليه آمال وأحلام واهية لمشروع التمدد الصفيوني الذي يقوده «الولي الفقيه» الكاره للعرب والخليج.
التحديات الأمنية والاقتصادية والأخطار الجسيمة لا يمكن مواجهتها إلا بالاتحاد والوحدة الخليجية، مثلما قال الأمير خليفة حفظه الله.
بالتالي قمة المنامة نأملها أن تكون تاريخية، نأملها أن تركز على أهم ملف يطرح نفسه بقوة في وضعنا الراهن، الملف الأمني، المرتبط بالتهديدات التي تستهدفنا، والتي لن يردعها إلا قيام الاتحاد الخليجي المرتقب، هذا الاتحاد الذي سيغير خارطة التحالفات السياسية وسيؤثر على كثير من الأمور بشكل إيجابي لنا بالضرورة.