جميعنا، وأقصد الناجحين، يواجهون مشكلة كيفية تطوير فعاليتهم في العمل، ويصبحون أكثر إنتاجية وبفاعلية عالية، بمعنى أن يكون الموظف أو المدير الذي تساوي دقيقته الإنتاجية دقيقة ثلاثة موظفين آخرين، أو أكثر، ولا أريد أن أبالغ إن قلت عشرات البليدين. إذا كنت موظف قطاع خاص فستعرف أن ذلك يعني الكثير جداً بالنسبة لاستقرارك في عملك وتطورك، خاصة عندما تشهر الإدارة سيف تخفيض النفقات، وتقرر جز الرؤوس، وهو أمر إن لم يعشه البعض فإنه سيكون ديدن القطاع الخاص ليتمكن من الحياة والاستمرار والنمو، حيث التركيز فيه سيكون على كيفية أن تصبح المنظمة بموظفيها في أعلى درجاتها الإنتاجية وأقل تكاليفها.
إذا كنت موظف قطاع عام، تابع ما يقال بين ثنايا السطور من تصريحات للمسؤولين، وتأكد أن الأمر سيطالك قريباً، فهي الخطوة التالية، بعد انتهاء موجات التقشف، حيث ستسعى وبشكل حاسم أجهزة الرقابة الإدارية إلى التخلص من الموظفين البليدين، من خلال ما يعرف باسم «مؤشرات الأداء»، وستتبنى الكثير من أساليب ومفاهيم القطاع الخاص.. لا تغضب أخي أو أختي القارئه مما سأقوله الآن، حيث أعتقد أن الأجهزه الرقابية يجب أن تكون أكثر قسوة وحزماً من القطاع الخاص، في ترسيخ مفهوم «الموظف السوبر»، ودعني أقولها لكم بصراحة، بل يجب أن تكون أكثر حزماً في التخلص من كل هذا الثقل والعبء والعدد الزائد من الموظفين، وأن تصبح أجهزتها رشيقة. كيف تصبح الأجهزه الحكومية رشيقه مثل السيدة الجميلة النحيلة «قليلاً ليس كثيراً»، وسريعةً مثل سيارات السباق، بمعنى أنها فعالة في الإنجاز بأعلى جودة وبأقل تكلفة ممكنة.
لذلك إذا لم تطور أداءك الشخصي فالأفضل أن تتقاعد وترحل من الآن، وأرجو ألا تغضب، فأنا من يجب أن يغضب لأن المال عام، وهو مال لعشرات الآلاف وليس لشخص واحد، وأنا كمواطن عندما تطبق الضرائب، لن أرحم القطاع العام من خلال هدر مالي ببطالة مقنعة أو فساد مقنن ومسلفن. وسآتي على الثانية في الفساد في مقالات قادمة، ولكن اليوم سأعطيك إحدى الوصفات السحرية التي ستجعل كل مؤسسات الدنيا تتهافت عليك، أنت «الموظف السوبر»، الذي كفاءته تعادل 3 موظفين آخرين، وعشرات من البليدين. هذ الوصفة لمن لا تتطلب أعمالهم التعامل مع المراجعين:
الخطوه الأولى: قسم وقت عملك إلى فترات زمنية «وحدات»، مدة الواحدة منها 25 دقيقة.
الخطوة الثانية: حدد مقدار الجهد والنشاط اللازمين لإنجاز مهمة محددة.
الخطوة الثالثه: قسم هذا الجهد على الوحدات الـ 25 دقيقة، وبالتالي ستعرف كم وحدة تحتاج للإنجاز.
الخطوة الرابعة: تعلم حمايه وحدتك من المقاطعات؟ المضيعات الداخلية والخارجية للوقت والجهد، ارفض الرضوخ لها إنها فقط 25 دقيقة.
الخطوة الخامسة: لا تكتفِ فقط بـ 25 دقيقة، حدد بضع دقائق قبلها للإعداد للمهمة وبضع دقائق بعدها للمراجعه.
الخطوة السادسة: بعد الانتهاء من كل وحدة خذ وقتاً للراحة والاستمتاع لا يتجاوز العشر دقائق، افعل فيها ما شئت.
الخطوة السابعة: من المهم أن تخلق دافعك للالتزام والانضباط بأن تحدد هدفك الشخصي من وراء هذا الالتزام الحازم، مثل رفع كفاءتك أو الحصول أكثر على وقت أكثر للاستمتاع في العمل مع الإنجاز أو الترقية أو تحسين الجودة.
الخطوة الثامنة: تحقيق المطلوب يتم بتراكم وحدات العمل فلا تنتقل إلى تحقيق مهمة أخرى إلا بعد الانتهاء من الأولى، وقد تتمكن من ذلك في البداية ولكن مع ترويض ذهنك ونفسك على الـ 25 وحدة ستتطور فعاليتك واستغلالك للوحدات الـ 25 دقيقة.
هذه التقنية البسيطة جداً تسمى «تقنية الطماطم» أو طريقة «البومودورو»، وهي طريقة طوّرها الإيطالي فرانشيسكو سيريلو أواخر الثمانينات، وذلك عن طريق استخدام مؤقت لتقسيم وقت العمل إلى فترات زمنية مدة الواحدة منها 25 دقيقة، ويفصل فيما بينها فترات راحة قصيرة. وتسمى الفترة الواحدة «بوموداري» وهي مأخوذة من الكلمة الإيطالية «pomodoro» التي تعني «طماطم»، ويستند هذا الأسلوب على فكرة التوقف المتكرر من أجل الراحة التي يمكن أن تحسن سرعة البديهة والتركيز. طبقها لتصبح «الموظف السوبر» قبل ألا تصبح «سوبر»، ولا موظف.. تذكر، الزمن القادم لـ «الموظف السوبر».