الرسالة التي وجهها إلى إيران وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور أنور قرقاش من خلال ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثالث الذي نظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي و«مجلس الأطلسي» وعقد أخيراً في أبوظبي يفترض أن تأخذها بكثير من الجدية وتعتبرها فرصة لمراجعة مواقفها السالبة تجاه جيرانها العرب. ملخص تلك الرسالة وفرها الوزير في تغريدة فكتب أن «على إيران أن تتصرف كدولة بدلاً من تصرفها كمصدر للقلق وأن تكف عن دعم الطائفية وبث خطابات التحريض»، وهو قول يتضمن اتهاماً مباشراً لإيران مفاده أن عليها أن تتصرف كدولة لا كميليشيات أو عصابة، وأن عليها ألا تكون مصدر قلق لجيرانها الذين لا يريدون منها سوى إعادة ما نهبته منهم وعدم التدخل في شؤونها الداخلية فيزدادوا منها نفوراً، وأن تبتعد عن دعم الطائفية البغيضة وبث خطابات التحريض التي للأسف لم تتوقف عنها يوماً «يتأكد هذا - لمن قد يستغرب من هذا الاتهام - بمتابعة وجيزة لما تبثه الفضائيات «السوسة» وخصوصاً فضائية «العالم» الإيرانية التي باتت متخصصة في الإساءة إلى البحرين والسعودية وصارت تخصص العديد من برامجها اليومية لهذا الغرض».
لمزيد من التوضيح قال الدكتور قرقاش في كلمته خلال حفل الافتتاح «من المهم أن تتوقف إيران عن تدخلها في شؤون دول المنطقة وتمويل ودعم العناصر التي تسعى إلى نشر الفوضى وعدم الاستقرار في اليمن والبحرين ولبنان والعراق وسوريا»، وهو اتهام صريح آخر ومباشر لإيران التي عليها أيضاً أن تستفيد من هذه الفرصة لمراجعة مواقفها وقراراتها البائسة. وبين الدكتور قرقاش مؤكداً أن «من الواجب علينا أن ندافع عن تعددية مجتمعاتنا ضد دعاة الفرقة والشتات والطائفية» لأن عدم قيامنا كخليجيين بهذا الأمر يعني قبولنا بهدم دولنا ومجتمعاتنا.
عن إيران قال الوزير قرقاش أيضاً «تعتبر سياسات إيران الإقليمية العدائية انعكاساً للانقسام بين الدولة والمجتمع الذي يسود السياسة الداخلية الإيرانية»، كما أشار إلى أن «الاتفاق النووي الأخير جعل إيران أكثر جرأة لأنها فسرته على أنه خضوع لسياستها التوسعية في المنطقة» منبهاً إياها إلى «أننا نرى أنه فرصة تاريخية حقيقية أمامها لتتبنى رؤية بناءة ومحترمة تجاه جيرانها العرب» ، قبل أن يعود ويؤكد أنها بدلاً عن هذا «اختارت أن تستمر في سياستها التوسعية وبياناتها الطائفية»، ومع هذا قال معبراً عن حكمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي «لتصحيح بعض الآراء المتعلقة بالحوار مع إيران فإننا لا نرفض هذا الحوار بل نريده أن يكون حقيقياً وبناء ويقوم على مبادئ واضحة، إذ على طهران احترام سيادة ووحدة أراضي الدول العربية وإنهاء مزاعمها بأن لها السلطة على المجتمعات الشيعية في البلدان الأخرى ووقف جهودها لتصدير ثورتها للدول الأخرى، وعلى إيران أن تتصرف كدولة لا مصدر للثورة وعدم الاستقرار».
تأكيدا لما قاله الوزير قرقاش وما عبر به عن موقف بلاده «أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالإضافة إلى كل من جمهورية مصر العربية والمملكة المغربية وجمهورية السودان والمملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية اليمنية عن القلق إزاء استمرار السياسات الإقليمية التوسعية التي تنتهجها إيران في المنطقة ومواصلتها القيام بدور سلبي في التسبب في حالة الاحتقان وعدم الاستقرار في المنطقة وذلك من خلال دعمها العسكري والمادي للعدوان الحوثي في اليمن، وتدخلها الدائم في الشؤون الداخلية للدول العربية، فضلاً عن استمرارها في احتلال جزر الإمارات الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى»، وهو ما جاء في الرسالة المشتركة التي وجهتها كل هذه الدول إلى رئيس الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بيتر تومسون، وتم توزيعها على جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة.