لا يمكن أن نجد تفسيراً للهتافات غير الرياضية التي بدرت من رابطة جماهير نادي المحرق تجاه نادي النجمة من فوق مدرجات إستاد النادي الأهلي يوم الأحد الفائت سوى أنها تعبير عن إفلاس جماهيري من شأنه أن يستفز العلاقات بين الأندية الوطنية ويفسد المفاهيم الرياضية بين منتسبي القطاع الرياضي والشبابي، ما لم تتحرك الجهات المعنية من اتحادات رياضية وأندية وطنية لردع هذا التوجه المشين!
هتافات رابطة جماهير المحرق خرجت عن المألوف وتجاوزت القيم المجتمعية البحرينية وبلغت مبلغ الشتائم المحظورة في القاموس الرياضي الأمر الذي دفع مراقب المباراة إلى طلب إيقاف اللعب حتى تتوقف الرابطة عن هذه الهتافات كشرط لاستئناف المباراة وهذا التصرف لم يأت من فراغ إنما جاء تطبيقاً لأنظمة ولوائح اتحاد كرة القدم التي هي جزء من لوائح الاتحاد الدولي المطبقة في جميع أنحاء العالم..
وسائل التواصل الاجتماعي تداولت التسجيل الصوتي لتلك الهتافات المشينة والمخجلة والتي لا تتناسب إطلاقاً لا مع سلوكيات وأخلاقيات الشعب البحريني ولا مع سمعة وتاريخ نادي المحرق العريق ولا حتى مع تاريخ جماهير المحرق التي عرفت بتشجيعها الرياضي المميز لسنوات طويلة، وكانت ردود الأفعال في تلك الوسائل الاتصالية رافضة رفضاً قاطعاً لتلك العبارات التي تسيء إلى كيان نادي النجمة وجميع منتسبيه (اسمحوا لي أخجل أن أذكر تلك العبارات الهابطة على صفحات هذه الجريدة الغراء)!!
توقعت أن أجد نقداً صحافياً لهذه الهتافات في اليوم التالي ضمن تغطية المباراة إلا أنني وللأسف الشديد لم أجد سوى عنوان رفيع يشير إلى توقف المباراة بسبب هتافات جماهير المحرق من دون ذكر تفاصيل تلك الهتافات رغم عواقبها السلبية، وهنا نتساءل عن الأمانة الصحافية وعن الدور الذي يفترض أن تلعبه الصحافة في الحد من الظواهر السلبية في الملاعب.. أين هو هذا الدور؟!
الأغرب من ذلك خروج قائد الرابطة المحرقاوية يوم أمس في أكثر من موقع إعلامي معترفاً بخطئه ومعتذراً لنادي النجمة ولكن الأكثر استغراباً وصفه لتلك الهتافات على أنها إحدى وسائل الإثارة التي تحرك ركود الدوري وهو تبرير ساذج لا يقبله العقل ولا المنطق، إذ لا يمكن أن نقبل أن نبني نجاح مسابقاتنا على هكذا هتافات باطلة وخارجة عن كل النصوص والقيم الاجتماعية والرياضية!
سننتظر لنعرف موقف نادي المحرق من هذه الهتافات بناء على الروابط المتينة بينه وبين نادي النجمة وموقف اتحاد كرة القدم منها وفقاً للوائح والأنظمة المتبعة في مثل هذه الحالات التي تستوجب الردع التأديبي وليس مجرد الغرامات المادية التي أثبتت عدم جدواها!
كل ذلك من أجل الحفاظ على اللحمة المجتمعية وعلى القيم والمبادئ الرياضية التي تحارب التعصب والعنصرية وتدفع باتجاه الترابط والمودة والسلام.