رعاية الله سبحانه وتعالى للبحرين تتواصل بشكل رائع، فهذه البلد محفوظة من رب العباد. وكما نعرف فإنه «على نياتكم ترزقون»، بالتالي على نوايا البحرين كدولة وجلالة الملك كقائد، رب العباد رزق بلادنا الحفظ والسلامة من الكيد والشرور.
الجميل أنه في خضم تكالب بعض الجهات الدولية من مؤسسات وإعلام موجه وذي أجندة، بهدف الإساءة للبحرين وتشويه صورتها، والتقليل من إنجازاتها في الملفات المعنية بحقوق الإنسان والنهوض الديمقراطي، تأتي المؤسسة الأممية الأولى «الأمم المتحدة» والتي تنضوي تحتها منظومات بعضها للأسف أساء للبحرين وانتقص من إنجازاتها، وتحدث بغير إنصاف وواقعية عن الوضع على الأرض، الوضع الذي لم يختبره شخصياً، بل آثر أن يفتح آذانه مصدقاً لما يورده بعض المفبركين والكاذبين من مغالطات، تأتي الأمم المتحدة عبر ذراعها المعني بالتنمية والصناعة «اليونيدو» لتكرم جلالة الملك حمد حفظه الله على المنجزات التي حققها في جانب التنمية المستدامة والارتقاء بالصناعة وريادة الأعمال والتمكين الاقتصادي، وتشيد بموازاة ذلك بالبحرين و«إنجازاتها» العديدة التي تحققت في ظل المشروع الإصلاحي.
لجلالة الملك نرفع التهنئة بهذا التكريم الأممي رفيع المستوى، التكريم الذي تسلمه سمو ولي العهد حفظه الله، في احتفالية الأمم المتحدة في فيينا، وفيه بينت المنظمة الدولية بكل حيادية وعدالة وإنصاف مكانة مملكة البحرين في جوانب التنمية البشرية والتطوير، وبالأدلة والشواهد التي تحققت على الأرض.
بالنسبة لنا كبحرينيين فإن هذا الإنجاز يأتي ليرد بقوة على كل من مازال يستهدف البحرين ويشوه صورتها ويشكك في توجهاتها وإصلاحاتها وإنجازاتها.
ما تحقق في بلادنا خلال أكثر من عقد وتحديداً منذ تولى جلالة الملك زمام الحكم، خطوات جبارة لا يمكن نكرانها، ولا يمكن أن يقلل من شأنها إلا جاحد أو حاقد أو صاحب أجندة وأطماع، وفي التوصيفات السابقة سنجد أن هناك فئات ينطبق عليها كل ذلك، فهي لم تشكر قيادة البلد على الانفتاح والحريات والتحول لمزيد من الحراك الديمقراطي والعمل المؤسساتي، لم تشكر رؤية جلالة الملك التي فتحت الباب على مصراعيه للعمل بشكل علني، سواء في السياسة أو الحراك المجتمعي أو حتى الاقتصاد وريادة الأعمال، لم تقدر نعمة الأمن والأمان، والحفاظ على مبادئ الدول المدنية القائمة على العدالة والإنصاف وحفظ حقوق الناس وحمايتهم من سطوة التطرف والتحريض.
من لا يقدر النعم التي يمتلكها، إنسان يثبت أنانيته وأنه لا تهمه المصلحة العامة بقدر ما تهمه مصلحته الخاصة وأهدافه الشخصية، وهي صفات أبعد ما تكون عن صفات الإنسان الوطني الذي تهمه مصلحة بلاده ومواطنيها والمقيمين فيها.
إن كنا نتحدث بعدالة وإنصاف، وهي اللغة التي تحدثت بها الأمم المتحدة عبر «اليونيدو»، فإنك سترى أمامك دولة حققت كثيراً من القفزات التطويرية ومضت بقوة في اتجاه تعزيز الحراك البشري الإنساني، دولة اختطت لها نهجاً جديداً ومساراً أكثر تطوراً في عمليات البناء والنهوض، وتعاملت مع أطياف متعددة من مواطنيها بإنصاف وحيادية ورغبة في تمكينهم ليكونوا أدوات بناء وتطوير.
بالتالي الصورة السوداوية التي يحاول الكارهون ومستهدفو بلادنا تصويرها عليها في المحافل الخارجية، وفي وسائل الإعلام الغربية، لا تمت للواقع بصلة، وهدفها خدمة أجندات مغرضة، ترى مستقبل البحرين كمستقبل دول وصلت لمرحلة الشتات مثل العراق وسوريا.
تكريم الأمم المتحدة أكبر دليل اليوم على وضع البحرين كدولة متحضرة متطورة، وأقوى رد على كل من يحاول التشكيك في إنجازاتها التي تحققت بفضل توفيق الله لجهود جلالة الملك حفظه الله.
مبروك للبحرين وقائدها وقيادتها وشعبها، وبإذن الله مزيداً من الإنجازات التي تمثل ردوداً صاعقة رادعة لمن أراد بهذا البلد الطيب شراً.