لسنا سوى شعب يطلب التسامح والتعايش والجيرة الحسنة ولن نكون غير ذلك، ومن يتقدم لنا خطوة «عملية لا خطابية» نتقدم له خطوات، لذا فإن رفضنا لدعوة وزير خارجية إيران أن تطأ قدمه أرض البحرين الشريفة وترابها نابع من احترامنا لأنفسنا لا لرغبة منا في طرد ضيف أو عدم إقراره، فنحن أهل الجود والكرم.
وكان على الجهة المنظمة لحوار المنامة وهي المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن تحترم سيادة الدولة واستقلاليتها وخصوصيتها، وتستأذن وتستشف من أهل الدار قبولهم أو ممانعتهم بالضيوف الذين ستدعوهم، وكان على الجهة البحرينية وهي وزارة الخارجية البحرينية أن تتدارك الأمر وتطلب من هذه الشركة عدم دعوة هذا الوزير لأن أرض البحرين «اتعذره».
ذلك ليس من باب عدم رغبتنا في الحوار مع إيران، إنما ننتظر ممن يحثوننا على التحاور معه أن يحثونهم هم على إرسال مؤشرات -عملية مرة أخرى لا خطابية- تدل على رغبتهم في فتح صفحة جديدة معنا ومع دول مجلس التعاون، لا أن يرسلوا صاروخاً على الكعبة المشرفة ومن ثم نستقبله على أرضنا!!
باعتراف إيران مات للإيرانيين 1000 مقاتل في سوريا وكذلك في العراق وكذلك في صنعاء، دنسوا أرضنا العربية بمقاتليهم من كل حدب وصوب ودفعوا بشريحة من أبناء العرب لخيانة أوطانهم ثم أذلوهم بمسح أحذيتهم ولعق ترابها، فتقوم مملكة البحرين باستقبال وزير خارجيتهم؟
دربوا ومولوا وهربوا السلاح للبحرين ومات بسببهم رجال أمننا فنقوم باستقباله على أرض البحرين؟
لم يبق تصريح قليل الذوق والأدب لم يصرح به مسؤوليهم وأصحاب عمائمهم لم يصرحوه ضد البحرين فنستقبل وزير خارجيتهم؟
صحيح باءت محاولاتهم بالفشل، وصحيح ظلت البحرين أبية عصية عليهم وستظل، وصحيح نحن أهل الطيب والكرم، ونحن الدولة التي ترعى التسامح والتعايش على أرضها، ولكننا لسنا بإمعات حتى نرى وزير خارجية دولة أرسلت لنا أطنان المتفجرات يتبختر على أرضنا.
كل دولة لها الحق أن تحافظ على مصالحها من خلال تحديد ملامح سياستها الخارجية ونحن دولة منفتحة على كل العالم بلا استثناء ولكن أن نقبل بالإهانة من باب أن هذا «الحوار» هو ملتقى دولي، فلا كان هذا المتلقى ولا كان هذا «الدولي» إن جاء على حساب كرامتنا.