«يا لبنان اللي فيك ربينا.. ما نسينا حبك ما نسينا»..
22 نوفمبر 1943 هو ذكرى إعلان حكومة الاستقلال إلا أنه وللعلم تاريخ 31 ديسمبر 1946، هو يوم جلاء آخر جندي أجنبي عن الأراضي اللبنانية. ولكن جرت العادة أن يكون تاريخ 22 نوفمبر متفرداً بذاته للاحتفال به. وطيلة الفترة التي تلت الاستقلال للأسف كانت كفيلة كي تثبت أن الاحتلال الحقيقي هو تفرقة الشعب عن لحمته وزرع الفتنة التي تنثر نيرانها وتحول الجبال الخضراء إلى أشباح لبست ثوب الغدر، ثوب الضغينة والانتقام، ثوب الوجود للأقوى ونسوا أن الحياة لا تحيا من دون سلام.
ولأهمية هذه المناسبة على قلوب اللبنانيين تلقى أبناء الشعب الوفي هدية مميزة عشية ذكرى استقلاله الـ 73، وكون هذا الشعب بطبيعته يحب الحياة بالرغم من المآسي التي تمر عليه يوماً بعد يوم، كان من حقه أن تكتمل فرحته بزيارة الوفد السعودي رفيع المستوى والذي ترأسه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة. الزيارة التي أعادت الأمل لكل مواطن لبناني تعب، مل وسأم الوضع الأمني، السياسي والاقتصادي المزري الذي خيم على لبنان منذ لحظة استشهاد رجل لبنان العظيم الشيخ رفيق الحريري رحمه الله.
كلنا نؤمن بأن المملكة العربية السعودية، كلامها فعل، وفعلها حقيقة، وحقيقتها صادقة لا مجال للجدل حولها. والمتأمل عن قرب لكلام صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، يدرك حسم دائرة الجدل القائم حول طبيعة الأم الحنون، وأنها تبقى أبد الدهر ولا تتغير ولا تتبدل نظرتها بالرغم من الجحود، والنكران والإساءة التي تسبب بها آخرون سواء الصالح منهم أو من شتّ عن السبيل واتبع طريق الضالين. وقد شدد الأمير خالد الفيصل على «التزام المملكة العربية السعودية شعباً وقيادة بالعلاقات الأخوية التي تربطها بكل اللبنانيين وعلى رعايتها الدائمة للبنان وللدولة اللبنانية بصفتها الممثل الجامع لإرادة كل اللبنانيين وقرارهم الوطني».
فالتوقيت الاستراتيجي للزيارة كان بمثابة الحسم، لحالة الشتات التي خيمت على الأوفياء من هذا البلد الطيب وهم يشاهدون استعراضات عسكرية ميليشياوية غير قانونية ظهرت على الساحة هدفها إرسال رسائل غير أمنية وبالمخالفة لمبدأ الوحدة والسيادة الوطنية.
شكراً من القلب وتحية إجلال وتقدير للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، وبارك الله فيه على كل الجهود والمساعي التي يبذلها لوحدة الصف العربي في مواجهة المد الصفوي ونشر الأمن والأمان في أرجاء الدول العربية.
وبكل ود، أوجه ندائي لأبناء ارض لبنان الحبيب بكل أطيافه، أنه قد حان الوقت أن تستيقظوا من غفلتكم وتتحدوا جميعاً كقوة واحدة، وكفى أن تسمحوا لكل من أراد بهذه الأرض سوءاً أن تجعلوا أكفكم له مداساً.. وتذكروا دائماً أن لبنان أحلى وجّ أعلى جبين.