ممثل الاتحاد الأوروبي في بغداد يهمس لحيدر العبادي «لا تكترث لتقارير منظمة العفو الدولية أو لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان حول الانتهاكات التي تجري في الموصل»!
فإذا كان الاتحاد الأوروبي يستند على تقارير تلك المنظمتين لمحاسبتنا في مملكة البحرين، ولإصدار البيانات ضدنا، فكيف يكيل الاتحاد الأوروبي تلك التقارير بمكيالين، مكيال يعتمدها حين تكون التقارير ضد دولة يريد هو أن يدينها، ومكيال لا يكترث بها حين يريد أن يتغاضى عن انتهاكاته؟! إما أن المنظمتين كاذبتان أو أن الاتحاد الأوروبي هو من يكذب!
وكذلك فعلت برلمانية بريطانية من حزب العمال، كذبت حين كان الأمر يتعلق بالعراق في 2003 وبررت لبلير غزو العراق وهولت وبالغت من شأن خطورة النظام العراقي حين ذاك وحذرت من انتهاكاته الخطيرة لحقوق الإنسان حتى صوت مجلس العموم البريطاني بقبول المشاركة في حرب إسقاط النظام العراقي، وحين انكشفت الكذبة واعتذر بلير بعد عشر سنوات عن تضليله لمجلس العموم، وصفت الصحافة البريطانية البرلمانية آن كلود البرلمانية أنها مصاصة دماء وقاتلة للأطفال.
هذه البرلمانية استعانت بهاتين المنظمتين وبالمدعو الأسود المقيم في بريطانيا على نفقة -أحد ما- والحاضر لأي دعوة تعقد لمناهضة البحرين، وحجزت غرفة نائية وفي مبنى البرلمان البريطاني ودعت سفارة مملكة البحرين من جهة والأسود ومندوبين من المنظمتين من جهة أخرى لعقد اجتماع معها حول أوضاع حقوق الإنسان في البحرين، وسيناريو العراق كان حاضراً بقوة في الاجتماع، وكأنه فيلم مكرر ممجوج وفاشل.
فتحركت أوركسترا المجموعة الانقلابية على وسائل التواصل الاجتماعي هنا لتجعل من ذلك الاجتماع الهزيل وكأنه اجتماع أممي خطير لمزيد من إبر التخدير والتضليل.
الرد بالحقائق الدامغة والاستشهاد بشهادات وتصريحات خبراء بريطانيين وأيرلنديين يعملون الآن على تطوير منظومة حقوق الإنسان هو الرد الذي سمعته تلك النائبة، إذ وإن كنا نعرف الأهداف ونعرف المستوى وندرك تمام الإدراك الأجندة التي تتحرك بها مجموعة الخونة ومساندوهم من أعضاء برلمانيين في هذه الدولة الأوروبية أو تلك إلا أننا يجب أن نكون حاضرين ومستعدين للرد على أكاذيبهم، وهذا ما قد تم بجدارة من سفارة البحرين في بريطانيا.
ففي بريطانيا مطبخهم ومركز إيوائهم وتترك لهم الحرية لاستعراض بلطجتهم في شوارعها وفي مؤسستها التشريعية يفتح بعض الأعضاء كهذه النائبة الأبواب لهم، دون اعتبار لتكرار ذات الخطأ مع الجلبي وزمرته.
والمشكلة في استمرار هذه المجموعة في تحركها المضاد لمملكة البحرين أنها تبقي على الحواجز التي يراد هدمها هنا في الوطن من أجل لم الشمل وإعادة بناء اللحمة الوطنية، فكلما بنينا جسراً للتواصل تحركت هذه لمجموعة وبنت حاجزاً وقطعت الطريق أمام ذلك الجسر وذكرتنا بما لا ينسى.
شعب البحرين يقف صفاً واحداً مع سفارته ومع ردودها يصفق لها ويشجعها على دحر تلك التحركات، وتلك المجموعة تقف على الضفة الأخرى تنادي جماعتها على أحد يلحق بها ومستعد مثلها أن يبيع وطنه لأمثال هذه النائبة كي تكرر ما فعلته بالعراق في وطنه.
وسنظل ندافع عن وطننا ما حيينا أمام هذا التحالف المشبوهة بين تلك المنظمات وتلك المجموعات، وندعو قيادتنا أن تستعد وترد بالحجة والمنطق ولكن دون أن تخضع لتوصياتهم فالخضوع لها وقوع في الفخ المنصوب، وننصحها كما نصح ممثل الاتحاد الأوروبي حيدر العبادي.. «لا تكترثوا بهم».