صادفت قبل يومين الذكرى السنوية ليوم المرأة البحرينية، وهي الذكرى الأكثر أهمية من ناحية عملية وعاطفية لأبناء هذا الوطن، فالمرأة البحرينية هي المجتمع وليست نصفه، وهي اللبنة الرئيسة التي توضع في قلب بناء المجتمع وإرادته ومستقبله ومصيره، ولهذا فإن كل الذي وصلتْ إليه البحرين من مراتب متقدمة على كل الأصعدة إنما كان بسبب المرأة البحرينية الواعية والمتعلمة والمثابرة التي أنجبت مجموعة من الكبار الذين يشار إليهم بالبنان.
بمناسبة هذه الذكرى، أعلنت البحرين أن يوم المرأة البحرينية لهذا العام 2016 سيكون مخصصاً للاحتفاء بالمرأة في المجال القانوني والعدلي، والذي يعتبر من أبرز الإنجازات التي وصلت إليها المرأة البحرينية في عصرنا الراهن متقدمة على أكثر الدول العربية في هذا المجال، والذي نتمنى اليوم أن يتطور بشكل أكبر، خاصة فيما يتعلق بالامتيازات المادية التي يجب أن تكون موازية لمستوى عطاء ومكانة هذه الشريحة من النساء البحرينيات المتميزات. فبحسب المجلس الأعلى للمرأة «يأتي الاحتفاء بالمرأة البحرينية في المجال القانوني والعدلي للعام 2016، نظراً للدور المهم الذي اضطلعت به المرأة في هذا المجال على مدى أكثر من أربعين عاماً، فقد دخلت المرأة البحرينية المجال القانوني والعدلي كمستشارة قانونية ومحامية منذ سبعينات القرن الماضي، كما تمكنت من تولي مناصب إدارية متعددة «مثل كاتب عدل» في السلك القضائي منذ عام 1999، كما شغلت منصب وكيل نيابة في العام 2003، وتم تعيين أول قاضية بحرينية في عام 2006، ويعتبر هذا التعيين أيضاً الأول من نوعه على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وفي العام نفسه، تمكنت المرأة البحرينية من شغل منصب وكيل نيابة في محاكم الأحداث في مملكة البحرين. وفي العام 2007، تم تعيين أول عضوة في المحكمة الدستورية، كما شغلت المرأة البحرينية في العام نفسه عدة مناصب في المجال القانوني والعدلي، منها رئيس نيابة ورئيس نقابة المحامين ومدير لإدارة المحاكم. وفي العام 2013، تم تعيين أول امرأة في عضوية المجلس الأعلى للقضاء، وفي ذات العام وللمرة الأولى في تاريخ القضاء البحريني والخليجي، تم تعيين قاضية بحرينية في منصب رئيس للمحكمة العمالية». على كل حال، لا يمكن بكل الأحوال كذلك تجاهل بقية التخصصات التي تشغلها المرأة البحرينية في يومها المجيد، لكن أن تكون هناك فكرة رائدة بأن يخصص كل عام لطبقة بعينها من العاملات البحرينيات في شتى المجالات يعتبر أمراً رائعاً لتنال المرأة البحرينية كامل حقوقها ولتسلط الأضواء على بعض المهن المهمة التي لم تعطى كامل الاهتمام.
بمناسبة يوم المرأة البحرينية يجب مناقشة قضايا أخرى مهمة، لعل من أبرزها محاربة التمييز ضد المرأة وإقرار قوانين مدنية مهمة تحمي حقوقها وكذلك مناهضة كل أشكال العنف ضدها، ومناقشة ملف العاطلات عن العمل وتطوير التشريعات الخاصة بالمرأة وما إلى ذلك من القضايا النسوية المهمة التي يجب الاهتمام بها بشكل مباشر. في الختام نرفع قبعاتنا لكل امرأة بحرينية في يومها الكبير فنحييها أجمل التحية ونقدم لها أقدس التبريكات.