الزيارة التي قام بها الأربعاء الماضي وفد من أهالي مدينة جدحفص إلى معالي وزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في مكتبه بالديوان الملكي خطوة في الطريق الصحيح وهي «سلك العرب» و»سلك أهل البحرين»، وهي الطريق إلى التفكر في مخرج لما صرنا فيه بسبب سوء تقدير البعض وإقدامهم على خطوة غير محسوبة العواقب تسببت في أذى الجميع. في تلك الزيارة «البحرينية الأصيلة» التي شارك فيها عدد من شخصيات جدحفص ومؤسساتها الأهلية يتقدمهم الشيخ محمد طاهر بن الشيخ سليمان المدني والشيخ منصور علي حمادة استذكر الوزير معهم «الجهود الدينية والوطنية التي بذلها المرحوم الشيخ سليمان المدني ودوره في تأكيد منهج الوسطية والعقلانية والمبادئ، وثمن الدور التاريخي والوطني الذي اضطلعت وتضطلع به جدحفص بفضل عزيمة وإخلاص علمائها ووجهائها وأبنائها»، حسب الخبر الذي نقلته وكالة أنباء البحرين.
الكلمة التي ألقاها أحمد حمادة نيابة عن الوفد «أكد فيها أصالة القيم المتوارثة والعادات المرعية والتقاليد الأصيلة بين أبناء البحرين، وأهمية التواصل بين الحاكم والمحكوم، وبين المسؤول والرعية، على أسسٍ من الاحترام والمحبة، والإخلاص في القصد، والصدق في النصيحة والقول»، وجاء فيها إن «بلاد المسلمين والعرب في هذا الزمان باتت مستهدفةً ومهددةً بسبب طغيان المادية وظهور الأحزاب والحركات التواقة للتوثب على مصالح الأوطان ومقدراتها، حتى لو تحالفت في سبيل ذلك مع الأعداء، وجعلت بلداننا ترتهن إلى ما وراء البحار، وبما يهدد كل موجودٍ أصيل، ويضحي بكل مكتسبٍ عزيز». وجاء في الكلمة أيضاً «نحن اليوم هنا يا صاحب المعالي لنؤكد من جديد أننا كما كنا منذ القدم، نرفض أيَّ مشروعٍ مشبوهٍ، أو مخططٍ أُريد به الفتنة، كما نرفض المزايدات على الوطن»، معتبرا أنَّ «منهج المرحوم الشيخ سليمان المدني رحمه الله هو المنهج الأصيل لعلماء البحرين، وما عداه فهو المنهج الطارئ».
المنهج الوسطي للمرحوم الشيخ سليمان المدني وضح أيضاً في تعبير الوفد عن تقدير واعتزاز أهالي جد حفص لما «قدمته مملكة البحرين في موسم محرم وصفر لهذا العام، وما تقدمه في كل عام للحسينيات والمآتم والمواكب الحسينية والجمعيات الخيرية من رعايةٍ ودعمٍ يمكنها من أداء رسالتها، وتحقيق غاياتها، وحفظ شعائرها»، وتقديرهم لتوجيهات صاحب الجلالة الملك «الحارس للدين، والراعي الأول للقيم الطيبة لهذا المجتمع، الذي كان ولايزال ينعم بالانسجام والتوافق بفضل النوايا الطيبة والتعاون المستمر بين قيادته وشعبه»، ووضح أيضاً في التنويه «بما تتمتع به البحرين من حريات دينية واسعة ودعم رسمي غير محدود للشعائر والمواكب الحسينية».
مهم في مثل هذا الحدث المهم الإشارة إلى أن الوفد ضم كلاً من النائب علي حسن العطيش، حسن عبدالله المدني، شفيق خلف الشارقي، جاسم أحمد الوافي، ناصر حميد المبارك، أحمد حسن مبارك، أحمد منصور حمادة، وحسين علي خلف. ومهم أيضاً الدعوة إلى أن تتكرر مثل هذه الزيارات التي تقدرها القيادة وتتأكد بها أصالة هذا الشعب الذي اختار منذ القدم الوسطية منهجاً ورفض كل دعوة إلى التطرف وكل «مشروع مشبوه» وكل «مخطط أريد بنه الفتنة» وكل «مزايدة على الوطن».
زيارة وفد أهالي جدحفص إلى معالي وزير الديوان الملكي وتعبيره عن تقدير الأهالي وشكرهم لصاحب الجلالة الملك المفدى هو «السلك» الذي يعين على تبصر طرق الخلاص مما صرنا فيه، حيث الأكيد والطبيعي أن القيادة تقدر هذه الزيارة الجميلة وسيكون الرد عليها بأحسن منها، فهذا هو «سلك» آل خليفة الكرام الذين يفرحهم الالتزام بكل ما هو أصيل ومعبر عن أصالة هذا الشعب.