سنظل ننصح المسؤول الرسمي الذي ليس له طاقة على الصبر أن يجلس في بيته بدل أن يفسد أجواء العمل المحترم، وفي حال لم يتوفر على كمية كافية من سعة الصدر والصبر يكون لزاماً على المؤسسة الرسمية التي يعمل فيها أن تقوم بتأهيله للمنصب الذي يتولاه قبل أن يمارس عقده النفسية داخل بيئة العمل. أما أن يضج ويشتكي كل موظف في المؤسسة الرسمية التي يعمل فيها هذا المسؤول «المعقد» بسبب تصرفاته الغريبة إضافة لكل ضجيج المراجعين من المواطنين وغيرهم من المقيمين من سوء معاملته مع علم الإدارة العليا بكل ذلك دون أن تحرك الإدارة ساكناً، حينها لا بد أن نشك في أن يكون هناك تواطؤ بين المسؤولين الكبار في هذه المؤسسة الرسمية وبين هذا المسؤول.تصرفات المسؤول المعني أزكمت أنوف كل العاملين في الوزارة وبات سلوكه الشائن حديث المجالس، وحين قامت مجموعة من الموظفين برفع رسالة محترمة للجهات العليا يشكون فيها من تصرفات هذا المسؤول جاء الرد المؤلم «إحنا ما بيدنا حيلة وما نقدر نسوي شي»، ومازال الأمر معلقاً حتى كتابة هذه الأسطر.لنكن أكثر وضوحاً، إدارة قسم الأورام بمجمع السلمانية الطبي التابع لوزارة الصحة لم تتوانَ عن «تطفيش» كافة الأطباء وحتى المرضى، وها هو القسم يلفظ أنفاسه الأخيرة، فهروب الأطباء من أهم الأقسام في مستشفيات البحرين بات أمراً واقعياً، أما المرضى فإنهم يعانون الأمرين بسبب سلوك الإدارة، ولنسلط الضوء هنا على بعض معاناة الأطباء والمرضى على حدٍّ سواء، ولنطلع الآن على ما يقوله أطباء قسم الأورام والذي يمثل عبر رسالة واضحة أرسلت لرئيس قسم الأطباء بمجمع السلمانية الطبي قبل 8 أشهر، لكن دون حصولهم على فائدة. والآن سنطرح أهم ما جاء في الرسالة التي كشفت المستور عبر النقاط التالية:* عدم معاملة الأطباء باحترام «والصراخ» عليهم في الاجتماعات التي تعقدها معهم دون أدنى سبب. * رفض التحدث إلى أطباء القسم واستقبالهم في مكتبها والتهرب من مواجهة وحل مشاكلهم بحجة انشغالاتها الكثيرة وعدم توافر الوقت للاستماع لهم.* يطالب الأطباء باحترامهم كأطباء يعملون في المستشفى، حيث إن الإدارة الحالية لا تعاملهم باحترام أبداً وتتطاول عليهم وتتهمهم دائماً باتهامات لا أصل لها. * تتعمد الإدارة عدم توقيع أوراق الأطباء الاختصاصيين إلى رتبة Chief residents للحصول على ترقية بحجج واهية وإرغامهم على تأدية خفارات هي ليست من اختصاصهم.* تسببت الإدارة في مغادرة الكثير من الأطباء الأجانب في القسم بالرغم من الحاجة إليهم بسبب معاملتها الحادة لهم وتسبب المشاكل إليهم دائماً، مما شكل نقصاً كبيراً في أطباء القسم في مقابل زيادة أعداد المرضى.* إزعاج الأطباء في بيوتهم وانتهاك حياتهم الخاصة وسط عائلاتهم أثناء عطلهم الرسمية حيث تقوم الإدارة بإرسال رسائل نصية عن طريق الـ«واتس آب» وإرسال الإيميلات الرسمية خارج أوقات الدوام الرسمي وفي أوقات متأخرة جداً.* تقدم جميع الأطباء في قسم الدم بمجمع السلمانية الطبي بتقديم استقالة جماعية من القسم بحجة عدم القدرة على العمل في بيئة العمل المشحونة بالمشاكل وعدم الاحترام، حيث قامت الإدارة بالتوقيع على الورقة بـ«لا مانع» فوراً عند استلامها.* منع أي تبرعات عينية أو طباعة كتيبات تثقيفية لمرضى الأورام من قبل الجمعيات الخيرية كجمعية البحرين لمكافحة السرطان وغيرها من شركات الأدوية المختلفة.* منع معظم شركات الأدوية من إقامة المحاضرات التعليمية للأطباء في قسم الأورام ومنعهم من إعطاء الأطباء في القسم الفرصة للمشاركة في المؤتمرات العلمية في تخصص الأورام.* مضايقة خيرة الاستشاريين القدامى في قسم الأورام لأسباب شخصية فقط.معالي وزيرة الصحة، نحن اليوم نطالب بتحقيق عاجل في هذا الشأن قبل رفع هذه الدعوى للمجلس التشريعي، فهناك الكثير من القضايا المأساوية لا يمكن ذكرها هنا، وللحديث بقية.