في قاعة الاحتفالات في فندق كارلتون تاور الجميرا في العاصمة البريطانية لندن كان جاري على الطاولة ليلة الاحتفال بالجائزة أحد أعضاء مجلس أمناء «جائزة المرأة العربية» السيد ديفيد سترينجر رئيس «معهد المدراء» في مدينة لندن وهو معهد يضم نخبة من الإداريين من العاملين في السلطة التشريعية والبنوك والشركات ومعني «بإدارة التغيير» وعقد المعهد والسيد ديفيد شخصياً العديد من ورش العمل والمحاضرات في دول كالصين وماليزيا وإستونيا وغيرها.. ودار بيننا حديث عن البحرين التي لم يزرها قط.
انتهزت فرصة الجلوس إلى جانب شخصية لها صلات متعددة للترويج للبحرين، ساعدني في ذلك شغف السيد ديفيد بمعرفة تبعات التغير الحاصل في دول مجلس التعاون من بعد هبوط أسعار النفط، كيف تواجهون الموقف؟ كيف تواجه المملكة العربية السعودية هذا التغير الكبير في حركة دوران العجلة الاقتصادية؟ إلخ..
نسينا الجائزة وتركز الحديث حول قدرة البحريني على العودة للأصل أي العودة ليكون هو محور الاقتصاد لا الموارد الطبيعية كالبترول، والدليل مشاركة الإنسان البحريني في القطاع الخاص ومشاركة المرأة فيه بشكل خاص وعدم امتناعه عن الانخراط في شتى المجالات بما فيها ريادة الأعمال والأعمال الحرفية والمهنية حتى حين كان سعر النفط يزيد على 100 دولار على غير العديد من مواطني دول مجلس التعاون، وانتقل الحديث إلى تدخل الحكومات بما فيها البريطانية أحياناً في شؤوننا الداخلية وأثر ذلك السلبي على العلاقة الثنائية واتفقنا أن كلانا يجهل الآخر ويحمل صوراً انطباعية مبرمجة عن الآخر (الصراحة خفت أثقل عليه يسحب الجائزة!).
الشاهد في هذه المقدمة أن البحرين في عيوننا حتى ونحن نكرم لشخوصنا، حفل الجائزة كان بالنسبة لي فرصة انتهزتها للترويج لصورة البحرين الحقيقية أكثر من الترويج لنفسي، فالكلمة القصيرة التي ألقيتها بدأتها بكلمة شكراً لوطني الذي منحني كامرأة حريتي في معتقدي وفكري وتعبيري ولولا أن البحرين كدولة وكنظام وفرت لمواطنيها هذه البيئة وتلك الظروف لما أمكن لنا أن نحلق ونبدع ونكرم في النهاية.
لا ينكر هذا الفضل غير جاحد، لا ينكر فضل الوطن الذي منح ولم يبخل إلا لئيم، لا ينكر أحد أن نظام الحكم في هذه الدولة منح منذ 200 عام حريات العمل والتعبد والتفكير والتحرك فأبدع البحريني في كل قطاع ومجال، لسنا ممن يأكل وينكر، ويأخذ ويجحد، يتمتع ويشتكي ويتذمر.
بل الشكر لمن أعطى هذه الفرصة لنا لنكون ما نكون عليه باجتهادنا، فإن أخطأنا فلنا أجر المحاولة وإن أصبنا فلنا أجرا الصواب، ما نبذله من عطاء لرد الجميل للبحرين ما هو إلا قطرة في بحر عطاء هذا الوطن لنا.
فشكراً لمن هنأني بدءاً من الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة فلتهنئتها وقع خاص تلك المرأة التي أعطت فما بخلت على البحرينية في كل موقع، شكراً لها تلك المتابعة الحثيثة لكل إنجاز نسائي يخدم البحرين فتراها دوماً في مقدمة المهنئين فرحاً ببنات الوطن.
شكراً للوزراء الأجلاء الذين بادروا بالتهنئة العامة ومنهم وزير الإعلام والخارجية وشكراً لرئيس مجلس النواب معالي السيد أحمد الملا، شكراً لمن أرسل البرقيات الخاصة ورسائل الهاتف من وزراء ومسؤولين في الدولة وأصدقاء.
وشكراً لكل المهنئين من داخل وخارج البحرين من زملاء كتاب ورؤساء تحرير شكراً لصحيفة «الوطن» للاحتفاء الخاص الذي طوق عنقي وشكراً لجمعية الصحفيين وشكراً للمغردين الذين أخجلوني بودهم وحبهم وفرحهم.
شكراً لصحيفة البيان الإماراتية وشكراً للعديد من الكتاب والمثقفين من الأشقاء في المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات ومن مصر الذين تابعوا وأشادوا وليعذرني من غاب اسمه سهواً.
وأخيراً؛ شكراً للرجل البحريني الذي لم يخجل من ابنته وأخته وأمه فلم يمنعها ولم يحد من طموحها ولم يقيدها، شكراً لأبي رحمه الله فدروس الثقة بالنفس مازالت محفورة في الذاكرة شكراً لأبي بسام الذي كان رفيقاً وداعماً وسنداً، شكراً لدعم إخواني شكراً لدعم أبنائي، شكراً لعائلتي الصغيرة وأخيراً أخيراً شكراً لدعائك أمي فلولاه ما تباركت خطواتي.