أغنية «أنا الخليجي»، تقول كلمات هذه الأغنية:
«مصيرنا واحد وشعبنا واحد..
يعيش يعيش.. فاليعيش، الله أكبر يا خليج ضمنا..
أنا الخليجي أنا الخليجي وأفتخر أني خليجي..
أنا الخليجي أنا الخليجي والخليج كله طريقي..
تبارك يا خليجنا.. تبارك بعز وهناء»
كلمات بسيطة، لكنها معبرة عن واقع كل مواطن في المنظومة الخليجية، هذه الأغنية كانت ومازالت تحرك وتلمس مشاعر وشجون الخليجيين، أغنية وطنية خليجية تعكس حقيقة الشعب الواحد والمصير المشترك، تحكي عن روابط كثيرة تجمع الشعب الخليجي، فقد اختزلت هذه الأغنية كل الروابط لتبين أن «مصيرنا واحد»، رابط يجمع الشعوب الخليجية ويتوج الروابط الأخرى في قدسية خاصة للمواطن الخليجي، هذه الأغنية تحمل بين سطورها هاجس الوحدة والاتحاد والقوة المشتركة.
مجلس التعاون الخليجي حقق منذ تأسيسه العديد من الإنجازات العظمية على جميع الأصعدة – السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية – إلا أن تعزيز المواطنة والهوية الخليجية والوعي بتعميقها بين أبناء دول مجلس التعاون هي الطريقة الأسرع لتحقيق رؤية وأهداف مجلس التعاون، فمتى ما انصهرت دول مجلس التعاون الخليجي في بوتقة واحدة من خلال المواطنة والهوية الخليجية الواحدة، تنصهر فيها الحدود الجغرافية بين دول الخليج لتحقق بعد ذلك مزيداً من الإنجازات، وأهمها فيما يتعلق بأمن واستقرار المنطقة ووحدتها.
مؤسسو مجلس التعاون لدول الخليج العربية وضعوا أهدافاً رئيسة للمنظومة الخليجية لتحقيق التعاون والتكامل فيما بينها في جميع المجالات، وصولاً إلى وحدتها وتوثيق الروابط بين الشعب الخليجي الواحد، وإقامة مشاريع مشتركة، وغيرها من الأهداف الهامة، لدفع عجلة التقدم والتنمية والتآخي والوحدة الخليجية، فيما بينها، واليوم يطالب الشعب الخليجي بمزيد من الترابط من خلال الاتحاد، لم يطالب الشعب الخليجي بالاتحاد منذ البداية عند تأسيس مجلس التعاون الخليجي لضبابية بعض المواقف السياسية، ولم تتراءى لهذه الشعوب الخطر الذي يحدق بها، ولكنها بدت واضحة منذ احتلال أمريكا للعراق، وتسليمها لإيران، وما توالت بعد ذلك من صراعات في المنطقة في بعض الدول العربية – من خلال ما يعرف باسم «الربيع العربي» – في تونس ومصر وسوريا واليمن، ما جعل أمن منطقة الشرق الأوسط متذبذباً، الأمر الذي دفع الشعوب الخليجية إلى أن تتجه للمطالبة بالاتحاد الخليجي، فأنظار الدول العربية الآن تتجه نحو مجلس التعاون الخليجي لما تمثله هذه الدول من قوة وصمام أمان للشرق الأوسط، فدول الخليج العربية مطالبة اليوم بتحقيق أبعاد كثيرة خاصة بالشأن الاقتصادي والسياسي والأمني للدول العربية، ولا تلام الشعوب العربية إذا وضعت آمالها في مجلس التعاون الخليجي كمنظمة دولية لها شأنها ومكانتها بين دول العالم ولها أيضاً ثقلها بين الدول الكبرى، تتطلع إليها هذه الشعوب كقوة اقتصادية وسياسية وعسكرية لإيمانها بأن مجلس التعاون لدول الخليج العربية حليف حقيقي لا يلبس أقنعة المصلحة، ثوابته الدين الإسلامي والأعراف العربية التي لا يخرج من إطارها التكويني والمتجذر في الأعماق، وهذا ما يجعل المواطن الخليجي بين أمرين، الأمر الأول، الفخر والاعتزاز بثوابته وإيمان الشعوب الأخرى به، والأمر الثاني، ما يحمله مجلس التعاون الخليجي على عاتقه من هموم الأمة العربية والتصدي للعدوان الذي يترصد للدول العربية والإسلامية، وينسج خيوط المؤامرة كل يوم.
نتطلع إلى الكثير في اليوم الوطني الخليجي من قادتنا في هذه القمة، ويبقى الدين الإسلامي واللغة العربية والمصاهرة والعادات والتقاليد والبيئة الخليجية بكل تفاصيلها الجميلة تجمعنا وتوحدنا وترسم طريقنا نحو الاتحاد، ونحو هوية خليجية قوية بارزة الملامح.