في افتتاح قمة مجلس التعاون الخليجي في المنامة، أكدت قيادات المجلس على أهم التحديات والقضايا التي من شأنها أن تشكل تهديداً حقيقياً لاستقرار المنطقة وأمنها، لعل من أبرز تلكم القضايا التي تم تناولها هي مسألة محاربة الإرهاب بشتى صنوفه ودرجاته باعتبارها الهاجس الحقيقي لدول مجلس التعاون، فالإرهاب الذي استغل الأوضاع القلقة في المنطقة جاءنا متسللاً من الباب الخلفي لإحداث مزيد من الفوضى وإشعال الفتن الكبرى بمعية أيادٍ أجنبية، ولهذا كانت هذه القضية حاضرة في افتتاح قمة المنامة حيث أكد أصحاب الجلالة والسمو قادة مجلس التعاون على أهمية تناول هذا الملف بشكل صريح وواضح لمعالجته والبدء بمحاربة الإرهاب من أوسع أبوابه.
إن كلمات قادة مجلس التعاون كانت واضحة للغاية فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب ومن أبرزها ما جاء على لسان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حيث أشار لهذه الحيثية المهمة قائلاً: «يتأكد لنا يوماً بعد يوم بأن الأمن والتنمية محوران متلازمان، وأن مواصلة دولنا في تطوير وتفعيل الاتفاقات الدفاعية والأمنية لمواجهة كافة أشكال التهديدات والإرهاب، هو السبيل لحفظ سلامة أوطاننا وأمن شعوبنا وحماية منجزاتنا». وعليه أكد خادم الحرمين الشريفين أيضاً على ضرورة التصدي للإرهاب وأن «الواقع المؤلم الذي تعيشه بعض من بلداننا العربية من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية والتدخلات السافرة، مما أدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها». وأضاف جلالته «لا يخفى على الجميع ما تمر به منطقتنا من ظروف بالغة التعقيد، وما تواجهه من أزمات تتطلب منا جميعاً العمل سوياً لمواجهتها والتعامل معها بروح المسؤولية والعزم، وتكثيف الجهود لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار لمنطقتنا». من جهة أخرى كذلك أكد سمو أمير دولة الكويت على هذا المعنى في كلمته الافتتاحية حين أكد على هذا الأمر قائلاً: «وفي إطار حديثنا عن التحديات فإننا نواجه جميعاً تحدي الإرهاب الذي يستهدف أمننا واستقرارنا وسلامة أبنائنا بل وأمن واستقرار العالم بأسره الأمر الذي يتطلب منا مضاعفة عملنا الجماعي لمواجهته ومواصلة مساعينا مع حلفائنا لردعه».
ليس هنالك أهم من الأمن والاستقرار الخليجي الذي هو البوابة الحقيقية لبقية الاستقرار الممتد من السياسة حتى الاقتصاد في كامل دولنا، وهذا الأمر لا يتأتى إلا من خلال الجهود الحثيثة للحكومات والشعوب ومنظمات المجتمع المدني وغيرها التي من أهم واجباتها تكريس مناهج السلام والمحبة والألفة بين الناس في إطار القيم والأعراف الدولية والإنسانية العريقة التي تدعو إلى تجنب الانخراط صوب جهة التطرف والاصطفاف جهة الأوطان والإنسان من أجل القضاء على كل أشكال العنف والإرهاب في منطقتنا ودولنا، وهذا من أهم ما جاء في افتتاح قمة مجلس التعاون الخليجي في دورتها الـ37 في المنامة وفي خاتمتها كذلك.