يقول إخواننا المصريون في الأمثال: «من فات قديمه تاه!»، لكن ما العمل إن تهنا عن القديم، وغضينا الطرف عن الجديد على حد سواء؟!
بلا طول سيرة، سوف أدخل في صلب الموضوع، والسير على هامش الكورنيش. إنه باختصار، كورنيش شارع خليفة الكبير والذي يعتبر من أهم المشاريع التي تم تنفيذها في أم المدن «المحرق» خدمة لأهالي المحافظة، وهذا الكورنيش الذي يطل على «قلعة عراد» التاريخية، ويقع على شارع حيوي يؤدي لمطار البحرين الدولي، وقد تم افتتاحه في بداية عهد المجلس الذي كان يرأسه طيب الذكر محمد جاسم حمادة، وقد استبشر به أهالي المحرق خيراً، إذ يعد متنفساً لهم ولممارسة الرياضة خاصة الذين يعانون من أمراض العصر، السكري والضغط والكوليسترول. علماً بأن رياضة المشي تستقطب جميع الفئات العمرية بدون استثناء وذلك لأهميتها التي تدركونها جيداً.
والمشاريع الحيوية التي تنفذ لا بد من المحافظة عليها لاستدامتها، وهذا لا يتحقق إلا بوجود المتابعة والصيانة لها، وللأسف الشديد فإن كورنيش شارع خليفة الكبير يشكو من مصائب عديدة ويبدو أن مجلس المحرق البلدي وشؤون البلديات قد أعلنوا البراءة من هذا الكورنيش.
فما هو الذنب الذي اقترفناه كي نستهدي بنور القمر عندما نمشي هناك، وليس لسبب أننا أمة تعرف الرومانسية وإنما لسبب أهم من ذلك بكثير، أن الإضاءة تعطلت منذ فترة طويلة والأسلاك الكهربائية المكشوفة ترتوي بمياه الري يومياً، وهي تهدد أرواح من يرتاد الكورنيش وتحديداً صغار السن، والأمر ليس بسر أن أخبركم أن النوافير الـ3 أصبحت مكباً للنفايات ومياه الري، وقد قررت أن توزع كرمها وترش الشارع الرئيس والممشى والمقاعد الإسمنتية المخصصة لراحة المرتادين، هذا إضافة للمخلفات المرمية على الساحل، وللأسف مجلس المحرق البلدي والجهاز التنفيذي لا يهتمون بذلك، وأبداً لا أعتقد أنهم لا يعلمون بحالة الكورنيش حالياً، ولكنهم يغضون الطرف عنه، لغاية في أنفسهم هم أعلم بها عنا. فهذا المرفق الحيوي أهم بأن يكون على جدول أعمال اجتماعاتهم من مكافحة الكلاب الضالة وتصديرها إلى أوروبا، وبما أنهم سوف يصدرون الكلاب الضالة إلى أوروبا، لماذا لا يستوردون العناية بالمرافق العامة منها؟!
من هنا وكمواطنة بحرينية، يحق لي أن أطالب الجهات المعنية وأترفع عن حالة الصمت التي قبلت بها الأغلبية وأن أوجه نداءً مباشراً لوزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني بزيارة ميدانية لهذا المرفق، للاطلاع على الوضع الذي يعاني منه، ولا بد من صيانته والاهتمام به، فهو يقع على طريق حيوي للقادمين والمغادرين للبحرين، وعاجلاً لا بد من وضع حل للأسلاك الكهربائية المكشوفة حماية لمرتادي الممشى وبالذات فلذات أكبادنا. ومن المسيء، أن ننتظر حتى يقع حادث مؤسف لا سمح الله ثم تتحرك الجهات المعنية لمعالجة الأمر، فالوقاية خير من العلاج.
هذه فرصتكم يا مجلس يا موقر، أيام العيد الوطني على الأبواب، فيمكنكم أن تستغلوا الموقف لصالح المواطن، وتقوموا بشيء يسر القلب والخاطر، وإن كان هذا المواطن هو سبب الإساءة، فإن راقبتم الأمر جيداً فلن يجرؤ أحد على فعل ما لا يحق له أن يفعله. وتذكروا دوماً أنه من أمن العقوبة أساء الأدب.