خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، يقبل علم مملكة البحرين، عندما التقى قيادة وشعب البحرين وهو في قمة سعادته في ذلك اليوم، هذه المحبة التي أظهرها ملك الحزم لمملكة البحرين -التي نشعرها دائماً ونلتمسها- لها دلالات كثيرة، هي تعبير عن الحب والمودة التي يكنها جلالته للبحرين، كما يكن الشعب السعودي للشعب البحريني أجمل مشاعر الحب والاحترام، ولها دلالة أخرى تكمن في أن وراء قوة الحزم والشدة في مواجهة الأعداء هناك في ثنايا القلب أيضاً حب ومحبة تملأ قلبه بقدر قوته ومواقفه الواضحة عند الشدائد، «حبتك العافية يا ملك الحزم»، فقد ملكت قلوبنا جميعاً ملكاً وشعباً وما يكنه الشعب البحريني لك من حب لا تسعه حدود الفضاء، فالبحرين أيضاً تبادلك وتبادل الشعب السعودي الأبي المحبة والتقدير والاحترام، فجلالتكم رجل الحزم والعزم، رجل الشدائد، رجل يحمل في عنقه أمانة الأمتين العربية والإسلامية، ولا عجب أن ينظر إليك الجميع بتبجيل واحترام وتقدير فأنتم أمل العرب والمسلمين وأنتم قائد الأمتين، العربية والإسلامية، بارك الله في مساعيك لخير الشعوب ولنشر السلام والاستقرار في كل مكان.
زيارة ملك الحزم الميمونة لدولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر ومملكة البحرين ودولة الكويت، أثلجت صدور هذه الشعوب، فهذه الزيارة لا شك في أنها تزيد من التواصل مع قادة دولنا الخليجية، وتوثق أيضاً من روابط الشعوب الخليجية فيما بينها، فهذه الزيارات طريقة مثلى للتشاور، ووضع خطوط واضحة لمحاربة الإرهاب، ومواجهة التهديد الإيراني والتركيز على دعائم الاستقرار في المنطقة، وإيجاد حلول حقيقية واضحة ومساندة الشعب السوري واليمني والعراقي، فدور الملك سلمان حفظه الله دور عظيم لإحياء الأمتين العربية والإسلامية، وآمال الأمتين متعلقة بثباته وقوته وحزمه وعزمه بأن تستقر هذه المناطق بعدما لعب رئيسا الولايات المتحدة السابقين جورج بوش الابن وباراك أوباما، أدوار العصابات وخلفا وراءهما فوضى وهتك حقوق بعض الشعوب، حتى أصبحت أمريكا لا تحتملها الشعوب الأخرى جراء الانتهاكات اللا إنسانية داخل وخارج الولايات المتحدة، وما عادت بعض شعوب العالم تثق بالولايات المتحدة كما السابق.
«قمة المنامة»، نجحت نجاحاً باهراً بكل المقاييس، هذه القمة أشبه ما تكون بالعرس الخليجي، فقد وحدت هذه القمة الشعوب الخليجية أكثر وجعلتهم صفاً واحداً يتطلعون لمزيد من القرارات التي تجعل دول مجلس التعاون الخليجي دولة واحدة، تتخطى كل العراقيل والتحديات، نعم عشنا عرساً خليجياً، بدأه ملك الحزم بزياراته لدول المنطقة لتعطي درساً مهماً للقيادة الحقيقية ومعنى «وشاورهم في الأمر»، وأيضاً هي رسالة واضحة لدول العالم لوحدة الصف والرأي والثبات في القرارات المصيرية.
الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه في الحل والترحال لم يسعد الشعب البحريني عندما قبل العلم البحريني فقط، ولكنه أسعد الشعب الإماراتي بتفاعله مع احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم الوطني، وأسعد الشعب القطري الشقيق عندما أدى العرضة خلال مراسم استقباله في الدوحة، رسائل المملكة العربية السعودية واضحة ونوايا قائد الأمتين أيضاً ترجمت بشفافية واضحة، فالمملكة العربية السعودية مثال راقٍ في معنى الأخوة والجيرة والصداقة في اليسر والعسر، حفظ الله ملك الحزم وقائد الأمتين وحفظ قادة دولنا الخليجية.