عرفت لجنة القانون الدولي في المادة «19» بالدورة الأربعين للجمعية العامة للأمم المتحدة الإرهاب بأنه «هو كل نشاط إجرامي موجه إلى دولة معينة ويستهدف إنشاء حالة من الرعب في عقول الدولة أو أي سلطة من سلطاتها وجماعة معينة منها».
وتعريفات الإرهاب لا تنتهي عند هذا الحد، فهناك إرهاب الفكر والعقيدة والأرواح والممتلكات، واتساع مفهوم الإرهاب ينذر بأن المصطلح لن يقف تداوله بسهولة بل سيتسع يوماً بعد يوم.
الإرهاب في وقتنا الحالي أصبح سلعة تتناولها الدول لاختراق دول أخرى، وذلك لتحقيق بعض الأهداف الإستراتيجية الدولية في تقويض القوى للدول النامية أو حتى الدول شبه الهامشية، لكي لا تخترق النظام العالمي الجديد وتكون من الدول الرئيسة.
الحديث يقودنا إلى تحول الإرهاب من مصطلح إلى سلعة، فعند استعراض قائمة السلع الإرهابية فإنها متنوعة كالمطاعم ما بين المقبلات والأطباق الرئيسة والحلويات! فحين تريد دولة ما أن تبدأ في هز أركان الهدف المراد تدميره، تقوم ببعض الخطوات التمهيدية، فمثلاً عندما أرادت أن تدخل في تأزيم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فقد بدأت باستهداف المساجد، لكي تصل للهدف الأكبر وهو اختلاق أزمة طائفية بين الشعب الواحد، وبالتالي لتبدأ بالطبق الرئيس وهي تشكيل عصابات إرهابية داخل الدول المراد تدميرها ويتم إنتاجها في المصنع الإرهابي، وهي كثيرة كمصنع تنظيم الدولة «داعش» أو «حزب الله» أو «القاعدة» أو.. إلخ..، مع نهاية الحدث تكون الحلويات هي نتاج تلك الأحداث وما تمخض عنها من أرواح وخسائر بالممتلكات ووصولاً لزرع الفرقة بين الشعب الواحد، ليبدأ دخول الدول المستهدفة في دائرة التأزيم وبقاؤها ضمن النطاق المحدد لها في نظرية النظام الدولي الجديد، وهي أن تكون محصورة في الطبقة الهامشية على المستوى العالمي. وقد يرى المحللون السياسيون أن الإرهاب جاء كمصطلح أمريكي الطراز، ولا تدخل فيه دول كثيرة وبالذات بعد أحداث 11 سبتمبر، وفي ضوء ذلك فإن سلعة الإرهاب هي كأي منتج تقوم الدول التي تمتلك الإمكانيات بتشكيله وتصنيعه بالطريقة التي تريدها، وذلك بمعاونة النظم السياسية التي تريد تحقيق المردود الاقتصادي بشكل أكبر.
من ناحية أخرى، فإن هناك ما يسمى بـ «المصانع الإرهابية» التي تجد فرصة لعقد صفقات لسلعها مع دول تدعم اتجاهات الدول أصحاب القرار المؤثر على مجريات الأحداث بالعالم، ويكون لها الأسبقية في عملية التأثير في تعديل اتجاهات الأنظمة السياسية المعادية لتكون تابعة.
إذاً الإرهاب أصبح سلعة متنوعة لدى الأنظمة السياسية الفاسدة التي تريد أن تستحوذ على نصيب لها في ثروات العالم، كما أنها اتخذت مساراً آخر وهو محاربة أي اتجاهات دينية تسفر عن تنوير مدى فساد تلك الأنظمة بحق شعوبها، فجعل الإرهاب سلعة أكثر وقعاً من جعل الثقافة سلعة، فحينما كانت الثقافة سلعة قامت الدول الأوروبية بإنتاج سلع ثقافية تحارب المستوردة، إلا أن جعل الإرهاب سلعة فإن ذلك لا يوجد له حل غير التمسك بقوة الكلمة وضبط النفس ورؤية الأمور بمنظور أوسع ليكون القرار عصارة الإرث التاريخي والتجارب الدولية مما يجعل مكان تلك السلع في مكب نفايات التاريخ.
* زاوية محلية:
مملكة البحرين ومنذ تاريخها القديم هي حاضنة للعالم، فأثبتت البحرين في أقل من أسبوع ذلك الأمر من خلال احتضانها القمة الخليجية والقمة الخليجية البريطانية واحتضان حوار المنامة وتنظيم مسابقة «أيرون مان» وغيرها من المؤتمرات الدولية، هكذا هي البحرين كما عهدناها بفضل قيادة حكيمة يترأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.
* رؤية:
حجمك الطبيعي هو حجم ما تملكه من معارف علمية، فالمعلومات الشخصية تزول عندما تتحدث عن إسهامات لا تصنعها سوى عقول تنتج ثروات لا تهدم.