الجميع اليوم أيقن كل اليقين أن الضغط الذي تواجهه شوارعنا في البحرين بسبب تراكم السيارات بات أمراً واقعاً، والكل بدأ «يتحلطم» على الازدحامات المرورية دون استثناء أحدٍ أو منطقة أو قرية، فالجميع أخذ يتحسس هذه المشكلة الحقيقية دون الحاجة لأن يقوم أي منا برصد ومتابعة هذه الأزمة التي أضحت واضحة للأعمى قبل المبصر، لكن ليست هذه كل «الحكاية» فالأهم هو السؤال التالي، ما هو الحل؟
نحن لسنا بحاجة لأي شخص أو مسؤول في الدولة يشرح لنا أسباب هذه الازدحامات المرورية، فنحن نشاهدها ونعيشها لحظة بلحظة، حتى حفظناها عن ظهر قلب. إن الناس أدركوا أن هذه أزمة يجب أن تواجه بكل حزم، فلا المؤتمرات الصحافية ولا ردود العلاقات العامة ستحل أزمة الاختناقات المرورية، ولا كل التبريرات ستكون مقنعة للرأي العام، فنحن اليوم تجاوزنا مسألة التحليل ووصلنا لمرحلة السؤال، ما هو الحل؟
هل هناك خطة موضوعة وجاهزة على طاولة الوزارات المسؤولة عن حل هذه الأزمة؟ هل يمكن أن «ينورنا» المسؤول عما هو الحل؟ وما هي الخطوات القادمة في هذا الإطار؟ هل هناك إستراتيجيات فعلية ستقوم بها وزاراتنا المعنية في الأيام القليلة القادمة؟ أم أنه ليس في جعبتها سوى بعض الخطط الهزيلة والمشاريع الترقيعية التي من خلالها تحاول إسكات غضب المواطنين وحتى المقيمين بسبب ضياع أوقاتهم المهمة وهم محشورون في سياراتهم لساعات طويلة إذ يحدث لهم ذلك كل يوم؟ هل يستوعب المسؤول ما هو حجم غضب الناس بسبب شوارع وسيارات بدأت تملأ الأرجاء من المحرق حتى الصخير؟ باختصار، ما هو الحل؟!
الجهات المسؤولة مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالإجابة الصريحة والفورية على هذه الأسئلة المتعلقة بالأزمة المرورية في البحرين، فالكل ينتظر الإجابات الشافية والمقنعة لظاهرة خطيرة يعتقد بها الجميع حتى ولو كانت عادية في نظر المسؤولين، فالاختناقات المرورية ومتعلقاتها من شوارع سيئة وكثافة سكانية وأعداد سيارات لا حصر لها وأنظمة مرورية تحتاج لإعادة نظر لتتناسب وحجم الضغط الهائل للمركبات بكل أحجامها وأشكالها باتت حديث كل الناس كما أنها أصبحت هاجسهم الوطني أيضاً، ومن هنا يتساءلون، ما هو الحل؟
الكل يريد أن يعرف الإجابة على السؤال المتعلق بالحلول وليس التبريرات، فالازدحامات وصلت إلى «العظم» حتى ضاقت شوارعنا بالسيارات التي لا يحدها ولم يعدها أي قانون محلي، بل إن المشهد أصبح أقرب للفوضى منه لتنظيم مركبات تسير في شوارع لا تستوعب حتى مقدار نصف أعدادها، ومع كل هذا الحنق ما زلنا نتساءل وسنواصل هذا السؤال الإستراتيجي حتى نجد الإجابة الشافية والوافية عليه، ما هو الحل؟