أصيب الكثيرون ممن كانوا يترقبون متابعة مباريات دوري الدرجة الأولى المحلي لكرة القدم بخيبة أمل عندما فوجئوا بغياب النقل التلفزيوني عن مباريات الجولتين الأخيرتين بما فيهما المواجهات القوية مثل لقاء المنامة مع الرفاع والمحرق مع الحد والأهلي مع النجمة، في الوقت الذي تواصل فيه نقل فعاليات رياضية أخرى على القناتين الأولى والثانية!
هذا السيناريو يتكرر في مثل هذا التوقيت من كل عام وغالباً ما تكون مسابقات كرة القدم واليد والسلة والطائرة هي الضحية والمبرر هو محدودية المعدات والتجهيزات الفنية واللوجستية وانشغالها بتغطية احتفالات العيد الوطني المجيد وأضيف إليها هذا العام استضافة القمة الخليجية، ولا نعلم إلى متى سيظل هذا الوضع قائماً وإلى متى ستظل الألعاب الرياضية الرئيسة ذات الشعبية الجماهيرية الأكبر هي من يقف في آخر طابور الانتظار أمام شباك النقل التلفزيوني المباشر؟!
هل علينا أن ننتظر أعواماً قادمة لحين يأتي الفرج وتنفرج أزمة نقص المعدات والتجهيزات، أم أن خطوة التطوير للبرامج الرياضية التي بدأت مؤخراً من مركز الأخبار ستتواصل لتشمل القناة الرياضية وإعادة خارطة برامجها «المبعثرة»، بالإضافة إلى إعادة ترتيب أولويات النقل التلفزيوني المباشر وتحديد موقع الألعاب الرئيسة الأربع من هذه الأولويات باعتبارها صاحبة المتابعة الجماهيرية الأكبر والتي يتوقف أمر دعمها ورعايتها التجارية على حجم هذا النقل المباشر؟!
كل هذه التساؤلات والتي سبق أن تم طرحها في العديد من المواقع الإعلامية أوجهها إلى الإدارة العليا في تلفزيون البحرين وأذكرهم بتلك الوعود المتكررة لتطوير القناة الرياضية، بحيث تكون رافداً من روافد النجاح وشريكاً فاعلاً في الارتقاء بالحركة الرياضية البحرينية عامة والألعاب الرياضية الجماعية خاصة على أمل أن تتحقق هذه الوعود في قادم الأيام.
لقد تفاءلنا خيراً بوجود وزير رياضي على قمة الهرم الإعلامي كما تفاءلنا خيراً بوجود مدير منحدر من أسرة رياضية على قمة الإدارة التلفزيونية، ونأمل ألا يتبخر هذا التفاؤل كما تبخر غيره، فنحن معشر الرياضيين غيورون على رياضتنا ويحزننا كثيراً أن نجد أنفسنا في الصفوف الخلفية بين نظرائنا من الدول الأخرى في المجال الإعلامي الرياضي وخصوصا المرئي منه، وهذا ما يدفعنا للمطالبة بمواكبة الآخرين لأننا على ثقة بقدرة وكفاءة شبابنا على التميز.
التلفزيون يشكل الحلقة الأبرز في سلسلة التطوير باعتباره الوسيلة الأسرع والأوسع للترويج، ولذلك أصبحت حقوق النقل التلفزيوني المباشر هي العمود الفقري للدورات والبطولات والمسابقات الكبرى في العالم، وهو ما نتمنى أن يصل إليه الحال عندنا على ألا يطول بنا الانتظار!!