ملخص ما توصل إليه المجتمع الدولي حول «الجماعات الدينية» التي تنقاد لمرشدها عاماً كان أم أعلى -ومنها جماعة ولاية الفقيه أو الإخوان المسلمين- أنها أخطر تهديد للاستقرار الدولي بشكل عام، وأن تلك الجماعات ستعيد الحضارة البشرية إلى الوراء مائة عام.
اتفق المنتدون في حوار المنامة أن عقيدة الجماعات الدينية التي تدين بالولاء لمرجعية دينية وتمنحها سلطتها -وفقاً لعقيدة تلك الجماعات- عابرة للقارات، فإنها بهذه العقيدة ستعيد حضارتنا البشرية للعصور الوسطى ولحروبها الدينية، وأصبحت خطراً على تأمين المصالح الحيوية العالمية، وعليه فلا بد من تجريمها قانونياً ومنع تنظيمها منعاً باتاً، حتى يبقى الدين لله لا لتلك المرجعيات التي تحرق العالم باسم الله. السبب ببساطة لأن في عقيدتها نسفاً لآخر ما توصلت إليه الحضارة البشرية من تسويات أوجدها الفكر الإنساني لتنظيم العلاقات في ما بين الدول والشعوب عبر القانون الدولي والمعاهدات الدولية، فهي عقيدة لا تعترف بالقانون الدولي الذي أقر حرمة الحدود السيادية بين الدول ولا بالاتفاقات ولا بالعهود الدولية التي تنظم العلاقات الدولية، ولا تعترف بعلو العقود الاجتماعية أي «الدساتير» في كل دولة كمرجعية لتنظيم العلاقات البشرية في أي دولة على اختلاف مللهم وأديانهم وأعراقهم على أي نص آخر.
ما يحدث في دولنا العربية اليوم هو حرب «للمرجعيات الدينية» بين بعضها بعضاً، وقودها أتباع تلك المرجعيات من جنسيات مختلفة عبرت الحدود طاعة لوليها الفقيه، ونيرانها وصلت إلى أوروبا وأمريكا وآسيا ويدفع العالم ثمن اللعب معها أو الاستهانة بها أو استخدامها ورقة في الصراعات، وها هو اليوم يراها غولاً يبتلع الجميع بلا استثناء حتى من رباها، القرضاوي من جهة وخامنئي من جهة والشيرازيون من جهة والظواهري من جهة والبغدادي من جهة والسيستاني من جهة هم من يتحاربون اليوم، ورغم أن جميع تلك المرجعيات تحيا حياة مرفهة منعمة، هم وأبناؤهم وتحت أيديهم مليارات إنما يشنون الحروب على الدول العربية شيعية وسنية ساعين لإسقاطها، ووقودهم تلك القطعان التي تسير في فلكهم حتى أصبحوا خطراً على الأمن الدولي، اختطفت المرجعيات أحلام الناس وساقتهم كالقطعان للموت من أجل جمهورياتهم الدينية فهم ملوكها المتوجون فيها.
منتهى الغباء أن يبيع بحريني يعيش على هذه الأرض يتعلم في مدارسها ويتعالج في مستشفياتها ويذهب أبناؤه لجامعاتها ولديه وظيفة وسكن، ويعود أبناؤه لبيوتهم آمنين مطمئنين لا يشغلهم سوى زحمة الشوارع أو انقطاع الإنترنت، يبيع كل ذلك ويضعه تحت تراب نعل خامنئي الإيراني بحجة أنه مؤمن وأن بيع وطنه لقائد دولة أجنبية سيدخله الجنة!!! منتهى الغباء.. لم يفعلها الإيراني وقد خرج معارضاً ومات وهو يطالب بحقه في الاعتراض على نظامه، ولكن يفعلها بحريني أو كويتي أو سعودي لأنه يعد طاعته المطلقة للعلماء من استحقاقات الولاية الكاملة!!
بحريني يدوس جنسيته ويقتل في ليبيا لأنه مشى كالأهبل خلف هبله الصنم القابع في درعا أو في غار في صحراء العراق أو في سوريا، ويبيع أهله وناسه معتقداً أن حوريات الجنة يقفن له على بابها يتلهفن للقياه!!
لا فرق بين داعش وبين حزب الله أو الحشد الشعبي، ولا فرق بين القاعدة والحوثيين كلهم خدم لمرجعيات دينية، جميعهم لا يعترفون بدولة أو بعهود واتفاقات وحدود سيادية، جميعهم خطر على الأمن والاستقرار الدولي لا العربي فحسب، فهم يسعون للسيطرة على الممرات المائية الدولية والسيطرة على الموارد الحيوية وما لم يتعهد الجميع بالتصدي لهم جميعهم دون استثناء فإنه شريك معهم في الخطر.