يوم أمس كتبنا عما نشرته صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية من نصيحة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، والذي سيتولى زمام الأمور في الولايات المتحدة الأمريكية في 20 يناير المقبل، وكيف أنها -أي النصيحة- أشارت بشكل مباشر إلى أن على الرئيس المنتخب أن يفكر جدياً في تحسين وضع علاقات بلاده بالأخص في منطقة الخليج العربي، وأن بوابة ذلك ستكون من خلال مملكة البحرين، وعبر التعاون المباشر مع جلالة الملك حمد حفظه الله.
لن نعيد ذكر الأسباب التي جعلت الصحيفة تتقدم بمثل هذه الاستشارة، والتأكيد على مكانة مملكة البحرين التي تبوأتها من خلال الطفرة التطويرية الشاملة التي حققها مشروع جلالة الملك الإصلاحي، إلا أننا سنمضي للتأكيد على أن هذا الطرح الإعلامي الأمريكي يبشر بمستقبل واعد في العلاقات التي تقوم على أطر تعاون صحيحة وبناء على صداقة حقيقية فاعلة على الأرض، تأتي لتصحح مسار التعامل الأمريكي الدبلوماسي مع كثير ممن وصفتهم الإدارات السابقة بـ»الحلفاء»، لكنها تعاملت معهم بأسلوب الدسائس والمكائد التي تسعى لإثارة الفوضى الخلاقة في تلكم البلدان.
جلالة الملك حمد حفظه الله أجرى أمس اتصالاً هاتفياً مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وهو تواصل آخر يأتي بعد أول تواصل بين ملكنا والسيد ترامب، وذلك مباشرة بعد فوز مترشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية وتغلبه على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ملكنا هنأ الرئيس الفائز وتمنى له وللشعب الأمريكي الصديق كل النماء والازدهار، وأعرب عن تطلعات جلالته لتعزيز جسور التعاون والعمل المشترك المبني على العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط المنامة بواشنطن.
هذا التحرك البحريني الصادر من أعلى مستوى في قيادة البلاد، يأتي ليبين للسيد الرئيس ترامب، مصداقية ما نقلته له صحيفة الـ»واشنطن تايمز»، وكيف أن أمامه فرصة ذهبية بتقوية علاقته مع دول الخليج العربي انطلاقاً من البحرين، ومن خلال التعاون الوثيق مع رجل فيه من سمات الشهامة والرجولة والصداقة المخلصة والثقة والإقدام الكثير، وهنا نتحدث عن ملكنا المفدى، الرجل الذي نفخر بأنه صاحب علاقات طيبة وصداقات عديدة مع مختلف دول العالم، علاقات يبنيها بذكاء وإخلاص رجل التسامح والحب والتعايش شعارات لا يتنازل عنها.
لذلك حينما قلنا يوم أمس، إن ترامب عليه مسؤولية تصحيح مسار العلاقات الدبلوماسية الأمريكية مع البحرين، وبحسب ما نصحته به الصحيفة الأمريكية، فهو إنما يعزز علاقة صداقة مع «حليف استراتيجي» مهم، علاقة انحرفت للأسف حينما استغلها السياسيون الأمريكيون، وغلبوها على المصالح التجارية والاقتصادية والاستثمارية والتي تعود بالنفع على شعبي البلدين الصديقين.
ترامب كرجل واجه الحزب الديمقراطي ومرشحيه، وواحدة من أقوى واجهاتهم وهي هيلاري كلينتون، يدرك تماماً حجم الضرر الذي خلفته السياسة الخارجية الأمريكية التي انغمست في شؤون الدول الأخرى، واستغلت فوضى «الخريف العربي» وكيفت مساراته لتخدم مخططات «الشرق الأوسط الجديد»، وبرامج وزارة الخارجية لـ»صناعة قادة المستقبل»، والأصح هي برامج مخصصة لتصنيع «ثوار داخليين على دولهم»، بالتالي تصليح مسار العلاقات واضح بأنه سيكون من أولويات عمل ترامب.
اتصال جلالة الملك أمس بالرئيس الأمريكي الجديد، يأتي ليثبت ما كتب في «واشنطن تايمز»، بأن البحرين «حليف» مميز، ودولة تمد يدها دائماً للنوايا الطيبة، وتبحث على الدوام عن مسارات للبناء والتطوير وتقوية العلاقات الخارجية، وتبث بشكل دائم رسائل مفادها التسامح والتعايش وخدمة الشعوب.
مقال الصحيفة الأمريكية خدم البحرين من ناحية أنه أنصفها، وبين حقيقة البحرين من منطلق أنه أشار لحقيقة المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، وبين للرئيس ترامب كثيراً من الأمور التي يحتاجها لإعادة بناء علاقات أمريكية صحيحة مع أصدقائها وحلفائها، ويأتي اتصال ملكنا حفظه الله له، ليؤكد له على ما نشر بل ويزيد.
نأمل أن نرى الرئيس ترامب مستهلاً زياراته لمنطقتنا الخليجية والعربية من أرض البحرين، نحن بلد علمنا قائدنا بأننا نرحب ونحتفي بمن يصادقنا ويخلص في صداقته معنا، وأننا سد منيع حصين في وجه من يريد التآمر علينا.