في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة أعلنت وزارة تنمية المجتمع أخيراً عن إطلاق بطاقة سميت «مسرّة»، يحصل حاملها على خدمات وتسهيلات مميزة. البطاقة خاصة بمواطني الإمارات ممن تجاوزوا الستين عاماً تتيح لهم الاستفادة من باقة متنوعة من الخدمات والتسهيلات بالتعاون مع الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية وعدد من مؤسسات القطاع الخاص. الهدف منها – حسب الوزارة – مساعدة كبار السن للوصول إلى كافة المرافق والاستفادة من جميع الخدمات وتوفير رعاية صحية متميزة بالإضافة إلى خدمات اجتماعية مساندة علاوة على خلق وعي مجتمعي واسع بما يسهم في دعم هذه الفئة من كبار السن بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين بتقديم كافة المتطلبات والاحتياجات اللازمة للعيش الكريم لهم ولأسرهم.
وحسب وزيرة تنمية المجتمع الإماراتية نجلاء بنت محمد العور فإن هذه البطاقة تجسد الشراكة المجتمعية بين الحكومة ومؤسسات القطاع الخاص حيث سيتم إصدارها بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة التي أبدت قدراً كبيراً من الدعم من خلال توفيرها لباقة متنوعة من الخدمات والتسهيلات التي تتوافق مع احتياجات كبار السن. من الخدمات التي يمكن أن يستفيد منها حاملو هذه البطاقة العناية الصحية الفائقة وحجز المواعيد وتقديم الدعم في التنقل من وإلى المستشفيات حسب الحاجة و توفير المرافق داخل المستشفى لضمان تقديم أقصى سبل الراحة، وخصومات في المستشفيات الخاصة المشاركة والأولوية في العيادات الخارجية، إلى جانب الاستفادة من تأهيل مرافقي كبار السن على كيفية رعايتهم.
أيضاً تتيح بطاقة «مسرة» لحامليها الحصول على خصومات على خدمة التمريض المنزلي والتوصيل من وإلى المستشفيات وتوفير المرافقين وخصومات على الأجهزة والمستلزمات الطبية الخاصة بكبار السن من الصيدليات. ويحظى حاملو «مسرة» أيضاً بالإعفاء من بعض الاشتراطات الخاصة بكفالة خدم المنازل بغية توفير الرعاية المنزلية اللائقة لهذه الفئة ومواقف خاصة للسيارات وأولوية في إنجازات الطلبات وكراسي متحركة في المداخل الخاصة بمراكز الخدمة في الجهات الحكومية المشاركة، وغيرها من مميزات وخدمات من شأنها أن تشعر هذه الفئة بأن المجتمع الذي خدموه في شبابهم لم ينساهم بعدما وهن العظم منهم واشتعل الرأس شيباً.
خدمات كثيرة ومميزات سيحصل عليها «شياب الإمارات»، وحسب الوزارة المعنية فإنها تسعى للحصول على مزيد من الامتيازات لهم بتوقيع مذكرات تفاهم مع العديد من الجهات، أي أن هذه هي البداية فقط، حيث المتوقع أن تستجيب شركات ومؤسسات ودوائر أخرى كثيرة فتساهم بما تستطيع من خدمات وامتيازات توفرها للمنتمين إلى هذه الفئة، فيكون الجميع قد ساهم في تقدير وتكريم هذه الفئة وإسعادها. حسب الخبر فإن الوزارة ستستقبل طلبات الحصول على البطاقة مع منتصف هذا الشهر وأنها تعمل على إصدار دليل مرجعي يحتوي على كل الخدمات والاستحقاقات المتعلقة بحامليها.
جهد مشكور ولا شك، وحسب علمي فإنها المرة الأولى التي ينفذ فيها هذا المشروع وإن كانت الرغبة لدى كل دول مجلس التعاون متوفرة باستمرار حيث يشغل موضوع المتقدمين في السن ممن خدموا هذه الدول في شبابهم كل المسؤولين فيها وعلى رأسهم القادة. هذا يدفع إلى الدعوة إلى الاستفادة من خطوة الإمارات بتطبيقها في مختلف دول مجلس التعاون بحيث يستفيد «شياب» كل دول مجلس التعاون من مثل هذه البطاقة حتى وإن اعتمدت بأسماء أخرى غير «مسرة» الذي هو أيضاً مناسب ومعبر. طبعاً هذا لا يعني أن كبار السن في دول التعاون الأخرى لا يحصلون على أي ميزات أو خدمات خاصة، فطبيعة مجتمعاتنا الخليجية هي التكافل، والأكيد أنهم يحصلون على بعض ما يسهل لهم الحياة في كل هذه الدول، لكن القصد هو تنظيم العملية وتقنينها وتوحيدها، وبما يشعر «شياب التعاون» أنهم متساوون!