الفرحة بالعيد الوطني المجيد هذا العام والذي تحتفل به مملكة البحرين اليوم الجمعة السادس عشر من ديسمبر تختلف عن الأعوام القليلة الماضية، ذلك أن الاحتفال هذه المرة يأتي متزامناً مع الإعلان العملي عن تمكن الدولة من محاصرة أدوات الفتنة وتحجيمها وتنبه كثيرين ممن تعرضت عقولهم للتشويش في فترة سابقة إلى أن ما حدث كان يراد منه الشر وإيذاء هذا الوطن وتعطيل حياة أبنائهم، وكذلك توصل كثيرين غيرهم إلى قناعة ملخصها أن الاستمرار في ذلك المشروع من شأنه أن يضر بمستقبلهم ومستقبل أبنائهم ويجعل هذا الوطن ضعيفاً وفي آخر الصف.
الفرحة بالعيد الوطني هذا العام حلت قبل حلوله، حيث استضافت البحرين قمة قادة مجلس التعاون، وعقدت قمتين مع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ومع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أسفرت جميعها عن خير كثير سيعود على أهل البحرين جميعاً، أمناً ومعيشة.
اليوم تحتفل البحرين بعودة الهدوء إلى شوارعها ومناطقها وبانتصارها على من أراد أن يحولها إلى ساحة يستفيد منها من خطط ودبر وتآمر ليوجد لنفسه محط رجل يتيح له العبث بمقدرات هذا الشعب و»يصدر له الثورة» التي ظل يحلم طويلاً بتصديرها. اليوم تحتفل البحرين بعودة الحياة الطبيعية إليها وبعودة العقل إلى من صار ضحية على مدى خمس سنوات ونيف حيث اكتشف -وإن متأخراً- أن ما جرى كان مفارقة للعقل وللحكمة وأنه ما كان ينبغي أن يجري وأن الشعارات الرنانة التي رفعت أريد بها السوء وليس الخير.
اليوم يحتفل الجميع بإدراك بعض كثير من ذلك البعض أنه كان ضحية ولعبة في يد من تكمن مصلحته في نشر الفوضى في البلاد، وأنه تم التغرير به فأخطأ الطريق، ولهذا فإن الفرحة في هذا العيد مضاعفة.
ولكن، بما أن البعض المتبقي من ذلك البعض لايزال دون القدرة على فهم ما يدور من حوله ولا ما يراد منه، لذا فإن المتوقع أن يسعى إلى تخريب الفرحة والتنغيص بشكل خاص على من انتبه أخيراً وتبين له ما تبين، وهو ما سيجد رصداً من رجال الأمن الذين هم اليوم أقوى وأكثر استعداداً لمواجهة أي طارئ والتعامل مع كل فعل خارج، فما جرى في السنوات الأخيرة أكسب رجال الأمن خبرة وقدرة على التعامل مع كل تحرك سالب.
عودة البعض إلى الرشد موضوع يستحق الاحتفال به، وفرحته لا تقل عن فرحة انتصار الوطن على من أراد به السوء وأدخله في ذلك النفق الضيق الذي لم يتبين في آخره النور إلا قبل قليل وبعدما تكلف الوطن الكثير.
اليوم سيسعى ذلك البعض القليل ومن يقف من خلفه ويؤازره إلى توظيف آلته الإعلامية ليقول عن البحرين وشعبها ما يشفي غليله ويرضي من يريد بهذا البلد السوء، وستبذل الفضائيات «السوسة» جهوداً مضاعفة لتخريب فرحة المواطنين وفرحة الوطن بالعيد الوطني، بل إنها بدأت هذه الجهود قبل حين وسعت إلى استغلال التطورات التي حدثت أخيراً وكانت سبباً في توتيرها وفقدانها لأعصابها. في هذه المناسبة التهنئة واجبة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، ولعضيديه، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وموصولة إلى معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية الذي تحمل على مدى السنوات الماضية عبء مكافحة أعمال التخريب ومكافحة محاولات نشر الفوضى، ولكل بحريني قدم ولو القليل من العمل لمواجهة مريدي السوء وأهل الفتنة لإعادة البحرين إلى ما كانت عليه وفيه.