إن النجاح والنمو الهائل الذي حققته العديد من الشركات اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية، لفت الانتباه لممارساتها الإدارية ودفع الكثيرين إلى مقارنتها بالإدارة الأمريكية التي كانت تتباهى وتزهو بإنجازاتها ومنهجها، فكانت المقارنة بينهما على النحو التالي:
1- التجانس الثقافي: الغالبية الساحقة من العاملين في المنظمات اليابانية هم يابانيون، مما خلق تجانساً وتناغماً ثقافياً صلباً وعميقاً ويسر عملية التفاهم والتواصل والتفكير التي تكون في نمط متقارب، بينما المؤسسات الأمريكية مثل مجتمعها، متنوعة الثقافات سواء على أسس عرقية أو دينية، ورغم أن ذلك قد يخلق عائقاً في الانسجام والتناغم التام إلى أنه يشكل ميزة كبرى في توافر طرق تفكير مختلفة ومتنوعة.
2- تأثير الثقافة في القيادة: الإدارة اليابانية متأثرة بثقافتها الكنفوشيوسية «ديانة منتشرة بشكل واسع في أقصى الشرق»، حيث تلعب الروح الأبوية دوراً ملهماً ينتج عنها الاهتمام الجاد بمشاكل الفرد وأسر العاملين، في مقابل تجاهل شبه كامل للغالبية الساحقة في منظمات الأعمال الأمريكية واقتصار العلاقة على الوضع المهني الحرفي.
3- التوظيف: نتيجة للميزة الأولى، فإن التوظيف يمتد مدى الحياة في الإدارة اليابانية، بينما طبيعة العمل في المنظمات الأمريكية قصيرة الأجل، ومعدل الدوران الوظيفي عالي.
4- اتخاذ القرار: في الإدارة اليابانية يحرص المدراء على خلق توافق وتفاهم شبه جماعي، إن لم يكن اجتماعات عند اتخاذ قرار، ولخلق هذا التوافق تخضع عملية اتخاذ القرار إلى الكثير من الاجتماعات والنقاشات في أدق التفاصيل، لاستيفاء الأمر من كل جوانبه، لذلك يتم اتخاذ القرار بشكل بطيء لكن بشكل جماعي ودقيق وصائب، إلى حد بعيد جداً في الإدارة الأمريكية، نتيجة للإيقاع السريع للحياة الأمريكية، والتنافس العالي الذي يعتبر عنصر الوقت فيه حاسم، يعتمد كثيراً الأمر أو اتخاذه على مهارة المدير القائد وخبرته، حيث القرار شبه فردي، ولتجاوز الأخطاء المرتبطة بالإجراءات والعملانية، ولتأثير ثقافة الديمقراطية واللامركزية في السلطة الأمريكية يمنح ويخول من هم في المراتب الأقل وصولاً إلى المكاتب الأمامية حق اتخاذ القرار حيث يصبح حينها الأمر سريعاً.
5- دور الفرد في المنظمة: في المؤسسات اليابانية الفرد مطالب بالمساهمة الفعالة في كل مجموعات العمل التي يعمل فيها، إلا أن الاعتراف بجهوده وتقديرها قد تتلاشى وتصبح لا قيمة لها إذا فشلت المجموعة، حيث يعتبر نجاح المجموعة شرطاً لهذا التقدير، بينما في الإدارة الأمريكية جهود الفرد تحظى بالاعتراف والتقدير، حتى لو فشلت المجموعة في تحقيق أهدافها ونجاحها.
6- الحياة المهنية والخاصة: الموظف الياباني يعتبر العمل أو حياته المهنية محور الحياة، حيت تتكاتف الكثير من التقاليد والقيم لدعم هذا التمركز حول العمل، ولعل تقليد «نوميكاي» وهو الاجتماع بين زملاء العمل بعد العمل يخصص لصالح مناقشة شؤون العمل، وهذا أحد أهم هذه التقاليد. على الجانب الآخر، الحياة الخاصة للموظف الأمريكي تعتبر من أهم امتيازاته الشخصية التي لا يسمح بإقحام العمل فيها، ولا تحظى أي مؤسسة تحاول ذلك بل يعتبر تعدياً على خصوصيته والتواصل الاجتماعي مع زملاء العمل ليس وثيقاً بعد العمل. يتبع.
* استشاري تطوير أعمال وقدرات بشرية
1- التجانس الثقافي: الغالبية الساحقة من العاملين في المنظمات اليابانية هم يابانيون، مما خلق تجانساً وتناغماً ثقافياً صلباً وعميقاً ويسر عملية التفاهم والتواصل والتفكير التي تكون في نمط متقارب، بينما المؤسسات الأمريكية مثل مجتمعها، متنوعة الثقافات سواء على أسس عرقية أو دينية، ورغم أن ذلك قد يخلق عائقاً في الانسجام والتناغم التام إلى أنه يشكل ميزة كبرى في توافر طرق تفكير مختلفة ومتنوعة.
2- تأثير الثقافة في القيادة: الإدارة اليابانية متأثرة بثقافتها الكنفوشيوسية «ديانة منتشرة بشكل واسع في أقصى الشرق»، حيث تلعب الروح الأبوية دوراً ملهماً ينتج عنها الاهتمام الجاد بمشاكل الفرد وأسر العاملين، في مقابل تجاهل شبه كامل للغالبية الساحقة في منظمات الأعمال الأمريكية واقتصار العلاقة على الوضع المهني الحرفي.
3- التوظيف: نتيجة للميزة الأولى، فإن التوظيف يمتد مدى الحياة في الإدارة اليابانية، بينما طبيعة العمل في المنظمات الأمريكية قصيرة الأجل، ومعدل الدوران الوظيفي عالي.
4- اتخاذ القرار: في الإدارة اليابانية يحرص المدراء على خلق توافق وتفاهم شبه جماعي، إن لم يكن اجتماعات عند اتخاذ قرار، ولخلق هذا التوافق تخضع عملية اتخاذ القرار إلى الكثير من الاجتماعات والنقاشات في أدق التفاصيل، لاستيفاء الأمر من كل جوانبه، لذلك يتم اتخاذ القرار بشكل بطيء لكن بشكل جماعي ودقيق وصائب، إلى حد بعيد جداً في الإدارة الأمريكية، نتيجة للإيقاع السريع للحياة الأمريكية، والتنافس العالي الذي يعتبر عنصر الوقت فيه حاسم، يعتمد كثيراً الأمر أو اتخاذه على مهارة المدير القائد وخبرته، حيث القرار شبه فردي، ولتجاوز الأخطاء المرتبطة بالإجراءات والعملانية، ولتأثير ثقافة الديمقراطية واللامركزية في السلطة الأمريكية يمنح ويخول من هم في المراتب الأقل وصولاً إلى المكاتب الأمامية حق اتخاذ القرار حيث يصبح حينها الأمر سريعاً.
5- دور الفرد في المنظمة: في المؤسسات اليابانية الفرد مطالب بالمساهمة الفعالة في كل مجموعات العمل التي يعمل فيها، إلا أن الاعتراف بجهوده وتقديرها قد تتلاشى وتصبح لا قيمة لها إذا فشلت المجموعة، حيث يعتبر نجاح المجموعة شرطاً لهذا التقدير، بينما في الإدارة الأمريكية جهود الفرد تحظى بالاعتراف والتقدير، حتى لو فشلت المجموعة في تحقيق أهدافها ونجاحها.
6- الحياة المهنية والخاصة: الموظف الياباني يعتبر العمل أو حياته المهنية محور الحياة، حيت تتكاتف الكثير من التقاليد والقيم لدعم هذا التمركز حول العمل، ولعل تقليد «نوميكاي» وهو الاجتماع بين زملاء العمل بعد العمل يخصص لصالح مناقشة شؤون العمل، وهذا أحد أهم هذه التقاليد. على الجانب الآخر، الحياة الخاصة للموظف الأمريكي تعتبر من أهم امتيازاته الشخصية التي لا يسمح بإقحام العمل فيها، ولا تحظى أي مؤسسة تحاول ذلك بل يعتبر تعدياً على خصوصيته والتواصل الاجتماعي مع زملاء العمل ليس وثيقاً بعد العمل. يتبع.
* استشاري تطوير أعمال وقدرات بشرية