قال الله تعالى «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين».. صدق الله العظيم.
البعض يظن أن الموت في معركة ما هو الشهادة وهو الرضوان والقبول من المولى، متناسين أن هناك معركة حق ومعركة باطل، فليس كل من مات في معركته شهيداً، فهل قتلى الكفار في غزوة بدر وأحد ومؤتة والخندق شهداء؟! هم أيضاً كانوا يدافعون عن ما يظنونه أنه الحق، ولكنهم لم يعوا أنهم يدافعون عن الباطل والضلال. وهناك أيضاً المغرر بهم هنا في البحرين وفي دول الخليج وفي دولنا العربية، يظنون أن معركتهم معركة حق وهم لا يعون أنهم يحاربون مع الشيطان ضد الحق.
يوم الشهيد، يوم وطني عزيز على الشعب البحريني، رغم مرارة الفقد، يوم تعتز به المملكة برجالها البواسل، بحماة الوطن الذين وهبوا أرواحهم وتناثرت دماؤهم الطاهرة على تراب الوطن، وعند حدود شبه الجزيرة، للدفاع والذود عن الكرامة العربية والإسلامية، أرخصوا الغالي والثمين في سبيل أن يبقى الوطن شامخاً عزيزاً حراً أبياً، يوم الشهيد هو ذاكرة في تاريخ البحرين تسطرها التضحيات بحروف من ذهب، فلولا تضحيات شهداء الواجب ما استتب الأمن، وما نعم الشعب بنعمة الاستقرار، هي موازنة بين أن يعيش المواطن في أمن واستقرار، وأن يعيشوا هم خالدين في الفردوس الأعلى عند مليك مقتدر، رحم الله شهداء الواجب وشهداء الخليج.
يوم الشهيد خصصه جلالة الملك المفدى، حفظه الله ورعاه، حتى تستذكر الشعوب أسمى معاني التضحيات، وأجملها عندما تكون هذه التضحيات من أجل الدين والوطن والكيان البحريني والخليجي والعربي، يوم الشهيد هو دروس وعبر، قصة الخير والشر، الأمانة والخيانة، الشرف والمهانة، نستذكر خيانة 2011، على يد بعض المغرر بهم من قبل بلاد فارس، الذين رسموا قبلها مخططاً إرهابياً يهدف إلى الترويع ونشر الطائفية وزرع الفتنة وسفك الدماء من غير وجه حق، بمعنى آخر، خيانة وطن ودين وشعب، عندما نستذكر رجال الأمن الأوفياء، تتراءى أمامنا أيضاً صور الخونة وكلماتهم السوداء وشعاراتهم الملتوية، وردودهم التي كشفت خناجر الغدر، وحماماتهم التي طارت فزعاً من خياناتهم، رأى العالم وشاهد وسمع، كيف تجردت الإنسانية من البعض عندما استهدفوا رجال الأمن واستباحوا دماءهم، أحرقوا من يسهر على راحة الشعب بدم بارد، دهسوهم وأعلنوا الحرب على حماة الوطن.
يوم الشهيد له معنى آخر للوحدة الخليجية، لمعنى التكاتف والتعاضد والفزعة لإخواننا في اليمن، للدفاع عن الحق ونصرة الشعب اليمني، وإعادة الحكومة الشرعية، موقف جنود الخليج البواسل في الدفاع عن الأرض موقف رجل واحد، فمتى ما استنجدت الأرض لبى أسود وصقور الخليج النداء، أكفانهم يحملونها ويستبشرون بالنصر أو بالشهادة، رجال لا يهابون الموت، فالموت في شهادة هو العزة والكرامة، رحم الله شهداء الواجب من منتسبي وزارة الداخلية، ومنتسبي قوة دفاع البحرين وشهداء الخليج، وألهم ذويهم الصبر والسلوان.